اقلام حرةمقالات

المنافقون هم الأكثر قدرة على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير. كتبت سنا فنيش

 

بين ثورة ضعيفة. ونظام مأزوم. فئران الفساد تلعب بطحين الوطن.

كتبت : سنا فنيش

ثمة من يطرح اشكالية حول الفساد والمفسدين. وثمة جواب ضائع تاه بفزلكة السفسطائيين المرتكزين على تدوير الفساد و الاحتيال على القوانيبن لاستخراج ممرات لهم في مجتمعاتنا بشكل عام. وهذا ما يجعلني اتناول ف مقالتي هذه الوجوه البشعة والمستغلة التي تختفي خلف اقنعة مجملة وواهية.
مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير. وحتى لا نكون مثاليين، فإن السياسة عموما بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الموضوع عندنا وخاصة في الوطن العربي عموما ولبنان خصوصا زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به في الاعراف الدولية والمحلية وكأنك كما يقول المثل الشائع (يا أبوزيد لا رحت ولا ثرت. ولا جيت)، ولا نقصد عودة( فلول ) بقايا  من هنا أو هناك، فطبيعى أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الحريصين ، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى السياسة، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم، وفى حال فوز هؤلاء ووصولهم إلى مناصب تنفيذية، أو تشريعية يعنى أن فيروس الفساد يسكن القلب، وأنه لا فائدة بما تقدم. ومعنى أن المنافقين الذين عبروا من والى الوطن باحزاب او جمعيات او سلطات رسمية او افرادا و مازلوا مستمرين، يعنى ذلك ضياع أى إمكانية للتغيير…………

فى عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسى يقول الحقيقة، إلا لو كان سابقًا.. ستجد الوزير أو المسؤول أو الفاسد السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة، وينتقد الفساد، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا، وربما متورطًا فى كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه.
وطبيعة السياسة أن ما هو مطروح في العلن من كلمات ضخمة، وحديث عن المبادئ والقيم العليا شىء، وما هو واقع وحادث من هذا أمر آخر.. لن تجد فاسدًا يبرر الفساد، ولا لصًا يجادل فى كون السرقة أمرا مستهجنا، ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية، بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير.
لماذا اقول كل هذا . اقول لان الكيل طفح وجلباب الطهارة دنسته النوايا وانغمست اصابع الفجور في اعناق شعبنا نعم تراكم عدد محترفى الفساد في وطني وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة ، وكثيرة هي المعارك والمبارزات التي نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة.
وهناك منافقون عابرون لكل الأنظمة الاجتماهية وغير الاجتماعية يمتلكون قدرات على البقاء والفوز ولكن  العيب ليس عيبهم، لكنه عيب النظام الاجتماعى الذى مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز، والوصول إلى مواقع التنفيذ والتشريع، عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسى.. لايكفى أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التى تمنع الفساد من الحصول على هدايا التغيير فإن الشىء الوحيد الذى يجب أن يظهر فى عام ثورتنا الحقيقية هو القانون، والذى يجب أن يختفى هو حزب (فساد وقراط)و ( نفاق وقراط)
وهذا يتطلب تطهيرا حقيقيا لنفوسنا وتحصينا لها بوجه ما يبتدعونه من يلبسون ثوب الدجالين…..

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق