مقابلات Sana TV

الميديل أيست والأحتكار

د.عماد عكوش – خاص سنا تي في

تأسست الشركة سنة 1945 ودشّنت أولى خطوطها بين بيروت والمدن المجاورة مثل سوريا ، قبرص ومصر ومن ثم المملكة العربية السعودية والكويت ومحطات أخرى هامة في الخليج . خلال الحرب الأهلية في لبنان ما بين السنوات 1973 و 1990 عمدت الشركة إلى تأجير طائراتها وإعارة موظفيها إلى شركات دولية وذلك لمحاولة تخفيض الخسائر الى الحد الادنى . بعد توقيع اتفاق الطائف بين اللبنانيين عادت الروح الى الشركة واستعادت نشاطاتها السابقة إلى كافة محطاتها.

عانت الشركة قبل العام ١٩٩٨ من خسائر كبيرة مما رتب عليها ديون كبيرة لصالح المصارف التجارية تجاوزت قيمتها أربعمائة مليون دولار . ما بين العام ١٩٩٨ والعام ٢٠٠٢ قامت الشركة بإعادة هيكلة الشركة بشكل شامل مما أدى إلى انقلاب في الوضع المالي لها من خسائر سنوية بمقدار ٨٧ مليون دولار سنويا” إلى أرباح سنوية تعادل حوالي ٥٠ مليون دولار سنويا” . كما تم منح مساعدة خاصة للشركة لدفع كلفة الهيكلة وبلغت هذه المنحة حوالي ١٥٦ مليار ليرة لبنانية دفعت تعويضات لموظفين تم التخلي عنهم وهذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها مؤسسة مملوكة من قبل الدولة منحة خاصة. علما أنه تم إعادة فتح التوظيف مجددا” خلال الفترة اللاحقة وإدخال عدد مماثل للذين تم التخلي عنهم في مرحلة إعادة الهيكلة .

في عام 2012 تم تمديد حق الحصرية لشركة طيران الشرق الاوسط , كما وقعّت الميدل ايست عقداً لشراء 10 طائرات جديدة من طراز آرباص A 320-321 كان من المتوقّع تسليمها في العام 2018.

تملك شركة الميديل أيست عدة شركات تاربعة لها وتؤمن لها الخدمات الارضية ومنها :

شركة الشرق الأوسط للخدمات الأرضية MEAG

شركة الشرق الأوسط للخدمات الأرضية MEAG هي من أبرز مقدمي خدمات المناولة الأرضية في مطار رفيق الحريري الدولي. 

شركة صيانة و ترميم الطائرات للشرق الأوسط

شركة صيانة و ترميم الطائرات للشرق الأوسط وتوفّر خدمات صيانة الطائرات ، الدورية والشاملة، بما في ذلك عمليات الإصلاح ، إضافة إلى التدريب الفني.

شركة سيدر إكزيكيوتف :

هي توفّر طائرات خاصة فخمة تتيح تجربة سفر متميّزة للعملاء من رجال الأعمال إلى جانب خبرة واسعة تُميّز خدماتنا حول العالم. منذ نشأة . 

شركة الشرق الأوسط لخدمة المطارات MEAS

وقّعت الشركة عقداً مع مجلس الإنماء والاعمار ممثّلاً الحكومة اللبنانية عُهد إليها بموجبه تشغيل وصيانة منشآت مطار بيروت الدولي الذي تم بناؤه حديثاً. ويشمل نطاق هذه الخدمات العديد من الميادين ومنها: الهندسة المعمارية والمدنية -الميكانيك -أنظمة الكهرباء إضافة إلى الخدمات الأخرى .

 الشركة اللبنانية لتموين مطار بيروت

هي مشروع مشترك مملوك بأغلبيته من شركة طيران الشرق الأوسط وقد قام هذا المشروع بناء على عقد اتفاق بين الميدل إيست ومؤسسَة تشجيع الإستثمارات (إيدال) التابعة لرئاسة مجلس الوزراء لإدارة واستثمار كافة المطاعم والمرافق المماثلة في مطار رفيق الحريري الدولي.

إن ملكية مصرف لبنان غالبية أسهم الشركة 99 في المئة تجعل من هذه الأخيرة شركة ذات منفعة عامة سندا الى المادتين 110 و111 من قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي . كما قضى مجلس شورى الدولة بأن شركة طيران الشرق الأوسط هي شركة وطنية ذات منفعة عامة وليست شركة خاصة، كما أن مصرف لبنان وعبر ممثله القانوني قد أقر إقرارا قضائيا بهذا الأمر ايضا.”

كون هذه الخدمات لا تقدمها في لبنان ألا شركة واحدة وبالعودة الى قانون المنافسة رقم 281 تاريخ 15 أذار 2022 سنحاول أسقاط هذا القانون على ما يجري في السوق المحلي .

الهدف: من القانون : 

يهدف هذا القانون إلى تعزيز حرية المنافسة وتحديد القواعد المنظمة لها في الأسواق ، وحظر الاتفاقات والممارسات المخلة بها ، ومكافحة الممارسات الاحتكارية واستغلال الوضع المهيمن في السوق ، بما يضمن حقوق المستهلك ويحقق الفعالية الاقتصادية ويعزز الانتاج والابتكار والتقدم التقني ويحافظ على الجودة والنوعيّة.

فهل ما يحصل في سوق تذاكر السفر واحتكار الخطوط من قبل هذه الشركة يحقق هذا الهدف؟

المادة الثالثة :

نطاق تطبيق القانون:

تطبق القواعد المحددة في هذا القانون على: 

أ – ¬ كافة أنشطة الإنتاج والتوزيع والخدمات التي تتم داخل الاراضي اللبنانية والتي يترتب عليها آثار اقتصادية مخلّة بالمنافسة في لبنان، بما في ذلك الأنشطة الاقتصادية التي ينفذها اشخاص الحق العام او التي تنفذ بموجب اتفاقات تفويض الخدمات العامة. 

ب – ¬ جميع أنشطة الإنتاج والتوزيع والخدمات التي تتم في الخارج وتترتّب عليها آثار مخلة بالمنافسة داخل الاراضي اللبنانية، مع مراعاة احكام الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين لبنان والبلدان الكائنة فيها الشركات المذكورة.

ج – ¬ الأنشطة التي تنطوي على إساءة استعمال حقوق الملكية الفكرية والعلامات التجارية، وبراءات الاختراع والنشر، إذا أدّت إلى آثار مخلّة بالمنافسة.

من حيث المبدأ فأن نشاط هذه الشركة تشملها هذه المادة .

المادة الثامنة :

الوضع المهيمن: 

يتحقق الوضع المهيمن عندما يكون الشخص، قادراً على السيطرة الفعلية سواء بمفرده أو مع عدد قليل من الأشخاص على سوق سلعة أو خدمة معينة أو مجموعة من السلع أو الخدمات بشكل مستقل عن منافسيه أو زبائنه أو مورديه.

يبدوا من المفاهيم الحقيقية لهذه المادة ان الشركة يمكن تصنيفها ضمن الشركات المهيمنة كونه لا شركة منافسة لها في السوق المحلي وكونها تحتكر الكثير من الخطوط .

المادة التاسعة :إساءة استغلال الوضع المهيمن: 

أولاً: يحظر على كل من له وضع مهيمن في السوق، سواء كان شخصاً طبيعياً أو معنوياً أو مجموعة من الأشخاص، أن يسيء استغلال هذا الوضع بشكل يؤدي إلى الإخلال بالمنافسة أو الحد منها أو منعها في السوق المعنية.

ثانياً: يعتبر الشخص في وضع مهيمن في السوق، سواء كان مورداً أو مشترياً لنوع معين من السلع أو الخدمات التجارية، إذا كانت حصته في السوق المعني لا تقل عن 35%. .

ماذا عن واقع حال أسعار اتذاكر التي تبيعها الشركة ؟ وما هي حقيقة ارتفاع أسعار تذاكر طيران الشرق الأوسط؟ 

تخضع أسعار تذاكر طيران الشرق الأوسط كما غيرها من الشركات ، الى عدد من العوامل المرتبطة بعملية العرض والطلب ، فكلما ارتفع الطلب ارتفع معه سعر التذكرة والعكس بالعكس . كذلك تخضع لعامل المواسم ، إذ ترتفع الأسعار تلقائياً مع مواسم السياحة والأعياد وغيرها ، كما تخضع لعامل الاحتكار أيضا” فعدم وجود خطوط نقل لخطوط معينة يجعل السعر والتسعير محتكرا” من قبل الشركة فقط .

وإذا أردنا المقارنة بين أسعار الميدل إيست وغيرها من الشركات لتذكرة سفر من لندن إلى بيروت ، من المفترض أن تكون العوامل مشتركة بين الشركتين باستثناء عامل مستوى الطلب وبعد طلب الحجز من إحدى شركات السياحة جاءت النتيجة التالية: سعر تذكرة السفر من اسطنبول إلى بيروت بتاريخ 22 حزيران 2023 على خطوط ملتبل لاينز تبلغ قيمتها 232 دولار ، بيغاسوس تبلغ 362 دولاراً، أما على شركة طيران الشرق الأوسط MEA فتبلغ 398 دولاراً. فأسعار الميدل ايست لا يحق لأي كان أن يمس بها أو يخفضها ، ولكن يكمن حق اللبناني بوجود خيارات أخرى أمام السفر، بمعنى أن الحلول تبدأ من فتح المجال للمنافسة مع شركات أخرى . فالمنافسة هي الطريق الوحيدة لخفض أسعار تذاكر السفر في الظروف كلها.

من هنا فالمنافسة يجب ان تكون هي الاساس والمطلوب تطبيق القانون ولبنان موقّع على اتفاقية حرية الأجواء المفتوحة ، لذلك فالمطلوب فتح الأجواء لشركات أخرى ولا سيما لشركات محلية أقتصادية رخيصة ، والتي ترسم مستقبلها وقوتها انطلاقاً من منافستها الشركات مرتفعة الأسعار “لأن السفر لم يعد رفاهية إنما وسيلة نقل ومواصلات”. من هنا، تظهر مديرية الطيران المدني، المخولة إقرار دخول شركات منافسة إلى مطار بيروت، كمسؤول مباشر عن احتكار الميدل ايست النقل الجوي من بيروت وإليها. بالتالي، المسؤول غير المباشر عن ارتفاع أسعار تذاكر السفر.

كما وأنه وبالرغم من إمتلاك الدولة اللبنانية لهذه الشركة عبر مصرف لبنان ، إلا إنها لا تخضع لرقابة ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي . هناك اتجاه لدى مصرف لبنان والحكومة اللبنانية لطرح جزء من أسهم شركة الميدل إيست للأكتتاب العام ولكن لم تتوفر لغاية اليوم شروط هذا الطرح ، ويأتي في مقدمة هذه الشروط :

1- وجود بورصة وسوق مالي متخصص وقادر على استيعاب طرح أسهم هذه الشركة وشركات أخرى متل كازينو لبنان ، وشركة انترا .2

2-عدم الشفافية في هذه الشركة والتي تمثل أهم بند من شروط طرح أي شركة للطرح العام حتى يكون المستثمر على بينة من أمره بخصوص أرباح الشركة وقيمتها السوقية والعائد المتوقع .

3- عدم استقلالية إدارة الشركة لغاية اليوم عن السياسة والتعيينات التي تتم فيها بناءا” على محسوبيات السلطة السياسية وليس الكفاءة .

لذلك فالعمل باتجاه تحقيق هذه الشروط أساسي لخلق سوق منافسة وتحقيق مصلحة المستهلك في النهاية ومصلحة لبنان لجذب أكبر عدد من السائحين والمغتربين لتمضية مزيد من الوقت في لبنان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق