اقلام حرة

حوار سياسي انفضّ على زعل…

مع الكلام عن بدء اجتياح مدينة رفح الفلسطينية،اختلفت أراء المتحاورين بشدّة إلى حدّ ارتفعت وتداخلت فيه الاصوات وما عاد احد يسمع احد ولا عاد الجالسين يعرفون عمّا يتحدثون.
كان السؤال هل يرفع الفدائي اللبناني من وتيرة قتاله مع اقتحام العدو الأصيل لرفح ام انّ له موقفا آخر؟
سارع كلّ واحد لإعطاء رأيه فكان رأي احدهم ان قيادة الفدائيين عميلة للخارج وان القيادة تنسّق بسلوكها مع تطلعات الأميركي والمال صمت دمشق وناوية طهران.. .
رأي آخر قال ان قيادة الفدائيين محرجة ونادمة عن اقحام نفسها بحرب لم تقدّم ولن تؤخر في أحداث غزة وانها تتحمّل مسؤولية الخسائر و العواقب كافة.
رأي آخر قال ان ما يقوم به الفدائيون اللبنانيون هو الحدّ الاقصى الذي بإمكانهم ان يفعلوه في بلد متهالك لذلك لن يتغيّر شيء مع اقتحام رفح وان المسؤولية العظمى تقع على صمت الأمة العربية والاسلامية…
رأي آخر قال ان قيادة الفدائيين صلبة و موثوق بها وتعلم تماما ما تفعله وما عليها فعله وانها و في كل الاحوال إن صعّدت او حافظت على وتيرة الاشتباكات الحالية فلهدف مستتر تعلن عنه فيما بعد لمعطيات تملكها .
سارع الأول في اتّهام الأخير بتأليه القيادة .
سارع أحدهم لتهدئة النفوس ان قال ان الهزيمة ليست عارا في طريق الانتصار الأخير.
كان رأي آخر ان كل المصيبة تقع في تأليه القيادة والقائد انسان يخطىء ويُصيب ولا يجب تنزيهه وعاد لانتفاضة الخريف سنة 2019 و لانفجار المرفأ ولانهيار المصارف واضاف ان ما يحصل وما سيحصل من هزائم تتحمله قيادة الفدائيين .
ذكّروه انّه خرج عن الموضوع.
تدخّل في الحديث آخر قال إن ما قامت وتقوم به قيادة الفدائيين اللبنانيين ليس غير الحدّ الادنى المتوقّع منها وانه في حال اقتحم العدو الأصيل رفح فعلى قيادة الفدائيين مضاعفة الهجمات بقوة لأن ترك الفدائيين في غزة يتامى بلا حليف سيشجع العدو الأصيل أكثر فأكثر على ارتكاب مجازر وحشية إذ عدم.مناصرة الفدائيين في غزة وسقوطها يعني شيئاً واحداً لا غير تجميد الكفاح المسلّح لخمسين سنة قادمة وتشجيع من لم يتحمّس بعد للتطبيع مع الكيان المؤقت،طالب بتوسعة الصراع لا طمأنة العدو الأصيل في كل مرّة انه لا يرغب في توسعة الصراع.
بينما اعتبر آخر ان مجرّد الموافقة على تطبيق القرار 1701 معدّلا مع وقف لاطلاق النار أثناء اجتياح رفح خيانة عظمى للكفاح المسلّح وان القبول بهكذا حلّ ليس غير اعتراف بهزيمة مقنّعة بحجة الحصول على رشاوى إدارية في الدولة.
المطلوب رأس الكفاح المسلّح.
لا يعرف احد منهم كيف ستؤول الامور بحال قرّر العدو الأصيل اختيار رفح.
الرفاق الحاليون والرفاق السابقون والرفاق المرتدّون والاخوان السابقون و الدائمون حائرون،حبيبتي من تكون؟
حقيقة واحدة ساطعة،كلّ من يترك الفدائي الفلسطيني يواجه لوحده اجتياح رفح متخاذل وساقط كي لا نقول خائن لاننا لا نؤمن لا بالتخوين ولا بالتكفير في اي حوار سياسي.
كان حوارا لطيفا ولو انّه انفضّ على زعل إذ تمسّك كل واحد برأيه وفق آماله وخيباته واحقاده وطموحه والامه وتاراته ولم يتواجدون على اي لقاء.
طوبى للفدائيين.
ألمجد للفدائيين.
المجد لخونة طوائفهم.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم وحمى الله الفدائيين اللبناني و اليمني والفلسطيني من تفاهات الداخل قبل وحشنة الخارج.
والله أعلم.

د أحمد عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب و ليس رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق