لبنان، ذلك البلد الصغير الذي عاش عقودًا من الصراع، يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة عدوان همجي يُبرر بذريعة لا أساس لها من الصحة. تحت غطاء “البحث عن الأسلحة”، تُشن هجمات على المدنيين العزل، وتُستهدف الأسر التي تعيش بسلام وأمان. لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن هذه الأسلحة المزعومة ليست سوى ألعاب أطفال بريئة، ولا يوجد أي خطر حقيقي يستدعي هذا القصف العشوائي.
في كل مرة، يُستخدم التهديد الأمني كمبرر للاعتداء على الأراضي اللبنانية، لكن العدوان الحقيقي ليس في الأسلحة أو التهديدات المزعومة، بل في رغبة القوى العدوانية في إشعال الفوضى واستهداف الأبرياء. هؤلاء المدنيون الذين يعيشون حياتهم اليومية بعيدًا عن السياسة والصراعات الكبرى، هم الذين يدفعون الثمن الأكبر. تُقصف بيوتهم، وتُدمر مدارس أطفالهم، ويُفقد الأمان الذي طالما كانوا ينشدونه.
هذا العدوان لا يعبأ بأي قرارات دولية ولا يعير اهتمامًا لأي قوانين أممية. إنه تصرف همجي ينم عن تعطش للدماء وعدم احترام لأبسط حقوق الإنسان. القصف الذي يستهدف المدنيين لا يمكن أن يكون دفاعًا عن أمن، بل هو عمل إجرامي يهدف إلى بث الرعب والخوف في نفوس الشعب اللبناني. هؤلاء الذين يتحججون بالأسلحة يختبئون وراء الأكاذيب لإخفاء نواياهم الحقيقية: تدمير لبنان وتفتيت نسيجه الاجتماعي.
المجتمع الدولي، الذي من المفترض أن يحمي حقوق الشعوب ويدافع عن الأمن والسلم العالميين، يقف في كثير من الأحيان عاجزًا أو متفرجًا، دون أن يفرض عقوبات حقيقية على المعتدين. الشعب اللبناني يُترك وحيدًا في مواجهة هذا العدوان، بينما تستمر القوى العدوانية في تبرير أفعالها تحت ستار الحماية المزعومة.
الرسالة الواضحة من هذا العدوان هي أن استهداف المدنيين والأطفال، الذين لا يحملون سوى ألعابهم، هو جريمة ضد الإنسانية. لا يمكن تبرير القتل والتدمير بالبحث عن أسلحة غير موجودة. إنما هو استهداف مباشر للشعب اللبناني بأسره، الذي لا يريد سوى العيش بسلام في أرضه.
في النهاية، يبقى لبنان، رغم كل ما يواجهه، صامدًا. ويبقى الأطفال يلعبون بألعابهم رغم القصف والدمار، لأن الحياة أقوى من الحروب، ولأن الأمل في الغد لا يمكن أن يُمحى، مهما كانت آلة العدوان متعطشة للدماء.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.