اقلام حرة

زينب،زينب انت تهتمين بأمور كثيرة ولا تهتمين بأطفالك .

زينب،

كلما قالوا فلان حفظه الله سيقوم بمشروع خيري تحسّست مسدسي توجسّاً وترقباً واستعذت بالله وبالآب والابن والروح القدس وحتى بيهوه وبربّ رأس المال احتياطاً لأن امراً مريباً قد حصل او صفقة ما قد سرّبت او عملية تجارية احتيالية قد مرّرت.

كلّما صرّحوا ان الدول الفلانية والفلانية دام ظلّهم وعرشهم واماراتهم سيتبرّعون لبلادي بإعادة الاعمار قفزت اسأل عن احوال مَدافع جيش بلادي وترحمت على الشهداء توجسّاً وترقباً لانّ مؤامرةتدمير ما قد تحققت وصار لزاماً محو آثار الجريمة.

كلما تنطّح رجل دين زاعماً ان اسطورة طائقته قيد التنفيذ تمسّكت بكتاب الله خوفاً وريبة و قراءة واستغفرت الله واستعذت به من خلائقه الشريرة لانّ ارواحاً كثيرة ستغادرنا قريباً جدّاً ولا يعرف اسماءها غير ذلك العالم بالغيب.

وحدي هنا الذي لا يعرف يا زينب،

يبدو ان الحرب قد توقفت قبل الاوان يا زينب لانّ هناك اناس كان من المفترض أن يموتوا وقد عاشوا. 

وماذا لو عاد الموتى يا زينب قبل يوم البعث وفاجؤونا بزياراتهم لبيوتهم،كل ميّت عاد ليسكن بيته بعدما تم توزيع ارثه،مَن سيفتح الأبواب للأباء والأمهات والاجداد ومَن سيعيدهم إلى قبورهم من جديد بفتوى دينية انهم مصاصي دماء وأنهم أشكال شيطانية ليس لشيء غير أنّهم استيقظوا وعادوا قبل يوم الميعاد وازعجواالورثة.

يا زينب،

ممنوع أن يطالب أحد بحقّه،يُمنع ان يرفع احد صوته،غير مسموح السؤال،غير مسامح ان يتمرد أمام عصابات برجوازيات الطوائف اي محتاج اي بريء اي حالم بوطن حقيقي .

دولة النكايات .

كلما حُكيَ أمامي انّ فلان محترم يخاف الإله ويخشى الحرام بحثت عن الشياطين في كل زاوية وحتى في جيوبي لأعرف من أرسله. 

النيران في كاليفورنيا ليست غضباً من السماء والا لكان زلزالا تركيا وايران وطوفان ليبيا وحريق غابات لبنان ايضا غضباً وعقابا من الاله.

يا رفيقتي،يا صديقتي،يا بنيّتي لا وجود للخير خارج تسوية بين الاشرار وإن عدتي لتسألي من نكون؟

نحن يا زينب اهل فوات الاوان.

زينب،زينب،انت تهتمّين بأمور كثيرة وتنسين اطفالك.

فهل تغضبين؟

 بقلم د_احمد_عياش.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق