
في حرب حزيران عام ١٩٦٧ انتصرت أسرائيل على ثلاث دول عربية . عقد مؤتمر الخرطوم و أصدر اللاءات الثلاث لا صلح و لا أعتراف و لا مفاوضات مع العدو قبل عودة الحق لأصحابه الفلسطينيين .
مع انتصار اسرائيل أنتعشت أوضاع بعض القيادات المارونية و شكلوا الحلف الثلاثي الذي ضم احزاب : الكتائب برئاسة بيار الجميل و الأحرار برئاسة كميل شمعون و الكتلة الوطنية برئاسة ريمون أده و طرحوا مشروع حياد لبنان عن الصراع العربي الصهيوني
“مضمونه يخدم أسرائيل ” .
و لمزيد من الأطمئنان لأسرائيل أقترح الحلف مطالباً الأتيان ببوليس دولي يحمي حدود الكيان الصهيوني مع لبنان .
بعد نكسة حزيران عام ١٩٦٧ انتقل الصراع مع دولة الكيان الاسرائيلي الى منظمة التحرير الفلسطينية التي تحولت الى لاعب اساسي خارج اطار الدول العربية ” مصر وسوريا و لبنان و الاردن ” و شكلت القضية الفلسطينية نقطة جذب للشباب الفلسطيني و العربي و انطلق الكفاح الفلسطيني المسلح في مخيمات الشتات الفلسطيني .
عام ١٩٦٩ عقد لبنان و منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق القاهرة .
في عام ١٩٦٩ قصف الطيران الصهيوني مطار بيروت المدني و دمر حوالي ١٢ طائرة مدنية كانت على ارض المطار .
في ٢١ اذار عام ١٩٦٨ خاضت المنظمات الفلسطينية معركة الكرامة ضد جيش العدو الاسرائيلي في غور الاردن و حققت اول انتصار على جيش العدو .
بعد اطلاق الكفاح المسلح و نتائج معركة الكرامة قررت اسرائيل أعتماد الحرب الأستباقية والمقاومة الفلسطينية في الاردن و لبنان . فنفذ الملك حسين أرادة اسرائيل فشن الجيش الاردني في عام ١٩٧٠ حربه على الفلسطينيين في عمان و أرتكب المجازر فتدخل جمال عبد الناصر وعقد اجتماع عربي في القاهرة لوضع حد لهذه الحرب نجح الرئيس عبد الناصر لكنه توفى بعد يوم واحد من الاجتماع .
بعد فترة و الحاح أسرائيل استمر ضغط الجيش الاردني على الفلسطينييون الذين انتقلوا الى جرش و عجلون وهناك جرت محاصرتهم و نفذت المعركة الدامية ضدهم .
نتيجة هذه الأحداث لجأت بعض العناصر الفلسطينيية الى سوريا و لبنان .
رداً على مجازر عمان و جرش و عجلون اعلن عن تشكيل تنظيم أيلول الاسود .
في هذه الاجواء ارتفعت اصوات بعض القيادات المارونية بحملة تحريض تطالب بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية و تحويل هذا المطلب الى قضية خلافية لبنانياً و شنت حملة طائفية ضد المسلمين السنة الذين يدعمون الفلسطينيين و يشكلون حاضنة لهم .
بدعم اميركي أسرائيلي بدأ الثنائي بيار الجميل و كميل شمعون الضغط على الرئيس سليمان فرنجية و المؤسسة العسكرية بدفعهم لشن حرب على المخيمات الفلسطينية في لبنان على غرار نموذج حرب الملك حسين في الاردن ضد الفلسطينيين .
نجحت الضغوط الخارجية و الثنائي شمعون و الجميل فأقتحم الجيش اللبناني بأمر من الرئيس سليمان فرنجية المخيمات الفلسطينية في الاول من ايار عام ١٩٧٣ مستخدماً الطيران الحربي . بعد ايام من القتال بين الجيش اللبناني و فصائل المقاومة لم يحرز الجيش تقدماً في القتال مما اجبر السلطة السياسية بوقف اطلاق النار وو قف الحرب .
سايد فرنجية
المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس رأي الموقع