يرتاح نور في ظلام و يتمدد ضوء متعب في العتمة .
عند إغماض عين محروقة يرانا الجريح بقلبه ،بالاحساس ،بالحدس وبالبصيرة .
يد الفدائي المبتورة شتلة زيتون زرعها في بيادر حولا وكفركلا وعيتا الشعب وعيترون وقدم الفدائي المبتورة كبتولة نار رماها منجنيق الى خلف أسوار قلاع العدو على رؤوس تافهة وشريرة وحقيرة.
انتم جرحى شعب الله المختار المؤمنين الحقيقيين.
لا يهوه اله الموت والدمار والبراكين.
قال طبيب،
دخلت قسم الطوارىء على عجل،المكان يعج بحيرة المنتظرين،سمعت كل اسئلة الناس ولم اسمع ولو انين واحد يدلني على درب جريح خلف ستارة.
لا داعٍ لسؤال البطل عن اسمه،مذ احترقت عيناه صار اسمه كل اسماء الفدائيين .
صدق من قال مشوارنا طويل إن سقطت راية ارتفعت أخرى ،تتبدّل الاسماء و تختلف العناوين إنما الاتجاه واحد.
مهما اختلفت نغمات أصواتنا في الشارع فالدم دم نبلاء ومهما كثر الوكلاء المتطوّعون لخدمة عدونا فالعدو الأصيل ضدّنا جاحد.
واحد و دائم.
عدوّنا وقت عابر ونحن الأبد.
قال رفيق، ايها الشهم كن قائدا اينما حللت ومشيت ومضيت ولا تكن جنديا مأموراً عند أحد.
مذ كدت تسقط ارتفعت وارتقيت.
لا تسقط قمة عن جبلها.
رتبتك انت اعلا من رتب كل ضباط الجيوش وحاملات الطائرات والغواصات النووية و عدالتك التي ناضلت من اجلها ارفع من اوسمة كل القضاة والقادة والرؤساء.
المجد نفسه وسام على صدرك.
وحدك انت المعصوب العينين ترانا على حقيقتنا.
ما كنا واضحين امامك كما نحن الآن.
تقرأ أسرارنا حرفاً حرفاً وتتابع خطواتنا خطوة خطوة.
امتداد السهول والجبال امامك ملعب لحصانك.
انت الفارس.
ترى ما لا نراه ولا نرى نحن ولو بعضاً مما تشاهده عن صهوة جوادك.
كم من بصير في بلادنا لا ينظر و لا يرى وكم من ضرير يرى كل مساحات البلاد السرّية و حرّاس الوطن غير المرئيين.
سلام لعيون يتدفق منها شلالات الوطنيةوتحية لاطراف حمت البلاد كغابات سنديان.
ومن نحن؟
نحن حفاة وعراة على طريقك إنما على الكتف بندقية نكمل درباً زيّنتموه بالبصر.
مسيرتنا سلسلة من حلقات فدائيين لها اوّل وليس لها اخير.
و رايات تمتدّ وتمتدّ جيلا بعد جيل.
#د_احمد_عياش.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة