اقلام حرة

المرأة المحجبة في لبنان: بين الخوف غير المبرر والتعايش المشترك

بقلم سنا فنيش

في ظل الأزمات والنزاعات التي يمر بها لبنان، تتصاعد التوترات الاجتماعية والنفسية بين مكوناته المختلفة. من بين هذه التوترات، نرى مواقف سلبية من بعض الأفراد أو المجتمعات تجاه الحجاب، حيث قد يُنظر إلى المرأة المحجبة بعين الريبة والخوف، لأسباب قد تكون مرتبطة بالسياسة والأوضاع الأمنية.

 

في الأوقات الأخيرة، وبعد التصعيدات العسكرية من قبل العدو الإسرائيلي على مناطق مختلفة في البلاد، شهدنا نزوحًا كبيرًا للعائلات إلى المناطق المسيحية، التي قد تكون أكثر أمانًا من استهدافات العدو. هذا التحرك اللافت كشف عن تحديات اجتماعية عميقة تعاني منها البلاد.

 

إحدى هذه التحديات تتجلى في رفض بعض الجيران أو أصحاب العقارات تأجير منازلهم للنساء المحجبات، فقط لأنهن يرتدين الحجاب. هذا التصرف يعكس نوعًا من الخوف والتوتر غير المبرر، حيث يُعتبر الحجاب رمزًا دينيًا لدى المسلمات وليس مؤشرًا على خطر أمني أو سياسي. للأسف، في ظل الخوف من القصف والاستهدافات العسكرية، يلجأ البعض إلى تمييز غير عادل ضد المحجبات، معتبرين أن الحجاب قد يجلب استهدافًا أو مشاكل أمنية معهم.

 

السؤال المطروح هنا: إلى متى سيستمر هذا الخوف المبالغ فيه؟ الحجاب ليس بجديد على لبنان ولا على المنطقة، بل هو جزء من هوية العديد من النساء منذ قرون. الإسلام موجود والحجاب موجود منذ أمد طويل، ومع ذلك، لا تزال المرأة المحجبة تُعامل في بعض الأحيان وكأنها شخص غريب أو تهديد محتمل.

 

في النهاية، يحتاج المجتمع اللبناني اليوم إلى مزيد من التسامح والتفاهم بين جميع مكوناته. فالوطن واحد، والمحنة التي نمر بها تحتاج إلى تكاتف وتضامن وليس إلى تفرقة وتمييز. يجب أن ندرك جميعًا أن الحجاب أو أي رمز ديني آخر ليس مصدرًا للخوف، بل هو جزء من التنوع الثقافي والديني الذي يميز لبنان.

 

كتابة: سنا فنيش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق