
تستمر النقاشات داخل البيئة الشيعية في لبنان من خلال لقاءات حوارية معلنة وغير معلنة ومنها اللقاء الحواري الذي عقده المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلاميه وحوار الاديان قبل اسبوعين حول الشيعة والدولة في لبنان بحضور حشد كبير من الشخصيات الفكرية والثقافية والسياسيةوالاعلامية والدبلوماسية والإعلامية وتقدمهم الدكتور محمد علي مقلد الذي قدم مداخلة رئيسية وحضرت شخصيات من مختلف الطوائف اللبنانية وكان النقاش حول الشيعة والطوائف اللبناتية والدولة وكان هناك اجماع من الحضور ان المسلمين الشيعة في لبنان مثل بقية الطوائف يريدون الدولة وان يكونوا مواطنين صالحين يتمتعون بكل صفات المواطنة ولكن المشكلة اليوم في النظام السياسي الطائفي وغياب العدالة .
واجمع الحضور ومعظهم شخصبات مستقلة غير حزبية ان الدولة اليوم مقصرة تجاه مواطنيها ولا سيما على صعيد تامين الحماية من العدو الإسرائيلي وكذلك اعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان وان هذا التقصير هو من يجعل الدولة غائبة ويدفع المواطنين ومنهم الشيعة للبحث عن خيارات اخرى مثل المقاومة .
وهذا النقاش ايضا جرى ويجري في مؤسسات دينية وثقافية وفكرية وكل النقاش يدور اليوم حول ما تواجهه الطائفة الاسلامية الشيعية من ظلم واهمال وعدم عدالة وخصوصا عبر منع الاعمار ومنع وصول المساعدات والتضييق على المسافرين والزوار القادمين من العراق وتركيا وايران وكذلك المواقف السياسية الحادة التي تطالب بنزع السلاح بالقوة او اللجوء الى العدو الإسرائيلي للعودة الى الحرب او الاستعانة بالسلطة السورية الجديدة لمواجهة الطائفة الشيعية وتحويل لبنان الى حرب اهلية جديدة.
طبعا هناك تقدير خاص داخل البيئة الشيعية لمواقف رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لرفضه اللجوء للقوة لنزع السلاح ولدعوته لانهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية ودعوته للحوار.
لكن هناك علامات استفهام كثيرة حول اداء رئيس الوزراء الدكتور نواف سلام الذي يرفض بحث ملف الاعمار ووضعه على جدول اعمال مجلس الوزراء وكذلك رفضه التجاوب مع دعوات بعض الدول العربية والإسلامية والاجنبية لدعم لبنان وخصوصا من العراق.
كما يعبر ابناء الجنوب عن سخطهم من المناقشات التي جرت في مجلس النواب بشان اعفاء ابناء القرى الحدودية والمناطق المدمرة من الرسوم لان هذا النقاش يشكل اشارة سلبية تجاه المواطنين وما قدموه من تضحيات.
وفي الخلاصة الطائفة الاسلامية الشيعية في لبنان اليوم تريد الدولة التي تؤمن الحماية والرعاية فهل الدولة تريد الشبعة او تدفعهم لخيارات اخرى سلبية واعتراضية .
بقلم قاسم قصير
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.