دياب بين موقدة التكليف ودخان التأليف
زياد العسل
عاد الحراك الشعبي من جديد ليتصدر المشهد اللبناني وسط حالة من التردي الإقتصادي الكبير التي يعاني منها اللبناييون ,الأمر الذي دفع جمهور الحراك للعوةدة مجددا إلى الشارع مطالبين بتشكيل حكومة حقيقة تنقذ البلاد من حالة التدهور الإقتصادي التي يمر بها
تؤكد مصادر متابعة أن الحراك دخل مرحلة أخرى ستتسم بالتصعيد والإستمرارية وقطع الطرقات مجددا وذلك في سبيل الضغط على الطبقة السياسية لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن تتخذ طابع الإنقاذ والتخصص ,ليكون لها دورا فعالا في التعاطي مع الملفات المعيشية والإقتصادية الملحة التي باتت تؤرق كاهل المواطن اللبناني الذي دخلت يومياته مرحلة لا تحمد عقباها ,خصوصا أننا أمام متطلبات تتمثل بالغذاء والتدفئة ودفع مستحقات للمدارس وغيرها من متطلبات العيش
تؤكد المصادر نفسها أن المهلة القصوى التي أعطيت لدياب لتشكيل حكومة انقاذ هي ثماني وأربعون ساعة تنتهي صباح الجمعة,وإلا سيأخذ الحراك منحا تصعيديا يتمثل في متابعة البقاء في الشارع والضغط بكل الوسائل المتاحة التي قد تصل لأشكال غير معتمدة سابقا ,بهدف الضغط والإلحاح على الطبقة الحاكمة ,غير المكترثة بالحراك الذي زاد عن ثلاثة أشهر
مصادر الرئيس حسان دياب تؤكد أن العمل جار مع كل الأفرقاء على إنتاج حكومة تمثل الجميع وتتسم بطابع التكنوقراط الذي يطالب به الحراك .وبرؤية تنسجم مع مطالب الثوار في الشارع التي باتت واضحة ومفهومة للقاصي والداني ,وتؤكد هذه المصادر أن الأخير لن يخضع للضغوط مهما بلغت وهو يعتبر أن واجبه يحتم عليه التعامل مع هذاا الملف ,بعيدا عن المصالح السياسية لهذه الفئة أو تلك ,وهذا ما تعتبره المصادر انتصارا للحراك واعترافا لدياب بما كلف به ,وبالثقة المؤمولة منه من جماهير الثوار المحتشدة منذ مدة
أمام هذا المشهد يبقى السؤال الذي يطرح نفسه على بساط البحث السياسي ,هل يستطيع دياب تشكيل حكومة انقاذ والخروج من هذا النفق المتعثر أم أن ثمة مشهد آخر سيرتسم لبنانيا وذلك توافقا مع المستجدات الإقليمية ؟