اقلام حرة

العقدة الخفية ليست بين عون والحريري…

 من يعرفهم جميعا بالشخصي، يعرف اين العقدة المخفية.
عودوا الى التحالف الرباعي سنة ٢٠٠٥ بين القوات والاشتراكي وامل وحزب الله. كان التيار خارجه.
ثم حصل تفاهم مار مخايل، واعاد خلط اوراق نظام المحاصصة. بقي الغموض في اوساط الحركة والتيار حول موقف الحزب في كل محطة اصطدام بين الطرفين. والحزب بجهد جهيد كمن يمشي على البيض.
وقعت حوادث ٧ ايار، وبعدها مؤتمر الدوحة. من حضر هذا المؤتمر استنتج باليقين ان الازمة الفعلية من يومها حتى يومنا هذا، ليست بين عون والحريري، اللذين عاشا فترة شهر عسل لسنوات، الى ان انكسر الاتفاق الرئاسي بينهما، لاسباب لا يعرفها في العمق الا الطرفان.
المشكلة الرئيسية منذ ٢٠٠٥ ومؤتمر الدوحة، هي بين عون وبري. لم يستحسن الاخير عودة عون بزخم مسيحي غير مسبوق. حاول استمالته باسلوب استمالة الاطراف الاخرى، فوجد ان عون ياخذ حصته، لكنه لا ينضوي تحت عضوية نادي المحاصصة بمفهوم بري. واقترف عون الذنب الاكبر من خلال زعزعته الحلف الفولاذي المتلبس طائفية مزيفة،”شيعية سنية درزية”، كان قد ولد في عهد المؤسس المرحوم رفيق الحريري.
هذا لم يمنع كل الاطراف ان تتعايش كذلك، حتى الانتخابات الرئاسية التي فرضت انتخاب عون رئيسا، مما قلب موازين القوى المهيمنة منذ ٩٣.
من يعرف عناد شخصية بري، يعرف انه لم، ولا، ولن يستسيغ رئاسة عون للجمهورية، ولم ولا ولن يهضم عناد شخصية عون في وجهه، وهو المعتاد ان يستوعب الجميع بالاغراء، والا بالتهميش. واكثر ما ازعج بري وحلفائه هو التجانس بين الحريري وعون وباسيل لفترة طويلة، الى ان وقع الانفصال، فعاد الحريري الى حضن بري الدافئ، بعد ان لم يبق احد ما، ما طعنه في ظهره. وعاد بري الحضن الدافئ لكل القوى المتضررة من عناد عون وباسيل، اللذين ما زالا يستمران بالمطالبة بالتمثيل المسيحي، لكن دون منية احد، وبعضوية في نادي لا يترأسه احد…
لذلك فان القطبة المخفية هي بين قطبين عنيدين، عون وبري، لا يؤمنان بفوقية احدهما على الآخر.
والى حين ايجاد ثغرة تغير المعادلة، تستمر الماساة ويستمر الانحدار.
اما الشعب المستسلم، فيدعو لله ان لا يتفقا، وان يستمر غياب الكيمياء، وان لا تتالف حكومة اخرى منهم، الى ان يفرض البديل نفسه.
حسن أحمد خليل ،تجمع استعادة الدولة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق