اقلام حرةمقالات

.رسالة الى سيادة المطران الياس عودة الجزيل الاحترام بقلم ناجي امهز

.رسالة الى سيادة المطران الياس عودة الجزيل الاحترام
بقلم ناجي امهز
سيادة المطران الياس عودة الذي نحترم ونجله، ارفع اليكم رسالتي هذه وانا اتذكر صوتكم القوي بالدفاع عن فقراء الوطن، وتلك الابتسامة مع دمعة على كل اقليات الشرق الاوسط الذي كاد يلتهمها الوحش التكفيري لولا ابطال المقاومة الذين جسدوا كل معاني التضحية حتى الاستشهاد دفاعا عن المساجد والكنائس واقليات هذا الشرق.
سيادة المطران، قبل ان يستوقف البعض اسمي واني شيعي المذهب، فانا الفت عناية سيادتكم اني انطلقت بالدفاع عن الوطن بكل اطيافه وطوائفه منذ عام 1988 عندما التحقت بتيار مسيحي، ناضلت في صفوفه رغم كل الظروف القاهرة التي كانت تحيط بالوطن، فقد اعتقلت وهشمت اضلعي ولم اتراجع يوما لاني مؤمن ان جميع اللبنانيين بطوائفهم يشكلون معا مقولة القديس يوحنا بولس الثاني بعبارته الشهيرة “لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة”.
سيادة المطران، كثيرين من اصدقائي المناضلين المسيحيين كانوا يسألوني عن سبب اندفاعي اللامتناهي عن قضية شبه خاصة بهم، وكنت اقول لهم لا اعرف السبب ولكن قلبي يشتعل ودمي يغلي عندما اسمع بالظلم، وبعد سنوات وعند نضوجي فهمت هذا السبب، وعرفت ان كل شيعي يولد وفي قلبه وعقله ثورة وانتفاضة على الظلم، وهو موروث في اللاوعي عند ابناء الطائفة الشيعية يمتد منذ ثورة الامام الحسين على ظلم يزيد وسيستمر الى ان تنتصر العدالة الانسانية.
فالشيعي يا سيادة المطران مهما كانت ثقافته الفكرية هو ابن ثورة الامام الحسين الانسانية، وعلى مر التاريخ كان الشيعي هو الدماء التي تسري بعروق الاحرار من يساريين ومقاومين دفاعا عن كل القضايا الانسانية اينما وجدت، بل ان الشيعي الذي لا يجد شيئا يقدمه بسبب فقره كان يقدم جراحه ودمائه وحتى روحه دفاعا عن كرامة اي طائفة او اي مستضعف في هذا الوطن والاقليم.
سيادة المطران لا اخفيكم سرا ان كلامكم بالامس قد مزق روحي ولكنه لم يزعزع محبتي لكل طوائف هذا الوطن، ولكن قلت بنفسي ماذا سأكتب لابناء الشهداء والجرحى الذين سقطوا عند تخوم الاديرة عند قرع اجراس الكنائس دفاعا عن يسوع بانسانيته ومحبته لكل العالم.
سيادة المطران انا اتفهم تلك اللحظة التي جعلتك تقول تلك العبارة، ولكن كيف لعليم بمكانة سيادتكم، وهو الذي يعرف ماذا يجري على وجه هذه البسيطة وكيف تدار الامور ان ينسى بلحظة تخلي ان صوت الحكمة يجب ان يكون اعلى من صوت الوجع وخاص ان الفئة التي وجه اليها الكلام ليس لها ذنب بما يجري لهذا الوطن والمنطقة، بل هي فئة فاق وجعها كل الالام، ولكنها اثرت الصمت في سبيل قضاياها الانسانية.
سيادة المطران انتم رجال تبشير وعلم بالاديان، وتعلمون بانه لا يوجد من يستشهد في سبيل السياسة، لذلك انا مقتنع انكم مقتنعون ان الذين استشهدوا من الحزب دفاعا عن الكنائس هم يؤمنون اشد الايمان بان الدفاع عن كل مسيحي يدخل الجنة، كما يؤمن الداعشي التكفيري السلفي ان ذبح اي مسيحي ومصادرة ارزاقه واخذ زوجته وبنته واخته عبيد، يدخله الجنة.
سيادة المطران، ان صوت الحق هو الذي يبصر رغم سواد الظلام الحالك، وهذا الصوت يدعونا بعد مشهد “داعش” وما ارتكبته من فظائع، ان نكون يدا واحدة وقلبا واحدا لا تفرقنا سياسة او يمزقنا الفقر وخاصة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان– بل بكلِّ كلمةٍ تخرج من فم الله” (متى 4، 4)
سيادة المطران، هناك من يدفع مليارات الدولارات من اجل ايجاد شخص واحد يؤمن به، ولكن ابناء الطائفة الشيعية يكفي ان تذكرهم بوهب المسيحي الذي استشهد بين يداي الامام الحسين لتجد مائة مليون شيعي مستعدين ان يستشهدوا دفاعا عن كل كنيسة ودير ومطران وراهبة.
سيادة المطران، الحزب لم يسقط الكنيسة في اوروبا،
سيادة المطران، الحزب ليس وهو من سلم كنيسة المهد بل هو يقدم الدم من اجل استعادتها كما استعادة الاقصى.
سيادة المطران، لقد قال الرسول بطرس وقد امتلأ من الروح القدس: ” فاعلموا جميعا وليعلم شعب إسرائيل كله أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم فأقامه الله من بين الأموات، بهذا الاسم يقف أمامكم ذاك الرجل معافى.
11 هذا هو الحجر الذي رذلتموه أنتم البنائين فصار رأس الزاوية (5) (مزمور 117/ 22)
وسيادتكم تعلمون ان الحزب يقاتل هذه الفئة القوية الخفية بلحمه العاري واظافره، فهل من الحكمة ان نوجه السهام الى صدر الحزب وامينه العام.
سيادة المطران انا لا اكتب هذه الرسالة لأدافع عن الحزب، فانا اتفهمهم، فهم لا يتوقفون عند جرح هنا او طعنة هناك، لانهم تعلموا من ائمتهم ان يقدموا النفس والمال والولد في سبيل عدالة الله دون ان ينتظروا كلمة الشكر من احد.
ولكن اكتب هذه الرسالة لاقول ان الله بلطفه جمعنا معا على مر التاريخ وفي جغرافيا واحدة لنبقى خلاص هذا الشرق، وما يجمعه الله بالمحبة ويعمده بالدم لا تفرقه كلمة.
سيادة المطران، اعدك انا الشيعي، بان ابقى اخا لكل مسيحي اعيش فرحة اعياده والام جمعته العظيمة، وان ادافع عنه واتقاسم الخبز والملح والجرح معه وان اجوع واعرى واعطش في سبيل ان يبقى بأرض كنعان عزيزا شامخا، بعيدا عن كل اغراءات مواسم الهجرة الى اوروبا.
واردد مقولة يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».
بكل محبة وود واحترام
ناجي امهز

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق