مقالات

اختر نزلاء قلبك بدقة.. أو إستعد للسير وحدك

هناك لغط اجتماعي ومشكلة كبيرة ومفهوم خاطئ لبناء الهرم الأسري العائلي وخصوصا عندما تكون في المرتبة الاولى اﻻنوية البشرية وهذه الانوية بعيدة كل البعد عن مبدأ المسؤولية..
 لذلك نشاهد ان اكثر المشاكل المتعلقة بمسؤولية اﻻسرة تنجم عن تخلي لأحد طرفيها عن مسؤوليته ومستغرق حتى أذنيه في التساهل والاستهتار واللامباﻻة التي يمارسها في سفينته الاسرية .. 
الكل يعرف ان طبيعية التكوين اﻻسروي مؤسس في بنائه من الطرفين الاب والام (رجل ؛وامراة ).يلتقيان ضمن ارادة الحياة المنطقية الغريزية الانسانية التي تتمثل بالزواج وبناء عائلة واستمرار للبشرية
ومن هنا ومن هذا المنطلق تبدأ آلية البحث الني تُوصل الانسان الى اكتمال اﻻسرة بعناصرها .. اب .. ام .. ابناء ….
وتبدأ عملية تحمل المسؤولية من الطرفين أي الرجل واﻻنثى لكي
تسير اﻻمور بشكل سليم وآمن .
ولكن عندما يحدث اﻻخفاق من احد الطرفين وتتقدم اﻻنوية على الأسس المبدئية يحصل الخلل وتتصدع اﻻسقف وينهار الهرم ويأكل الحصرم ومن يضرس بفعل غيره …
يعني المسؤولية يجب ان تكون منتصفة بين الزوجين ﻻ ان يكون طرف دون اخر هو المسؤول عن تداعيات البناء اﻻسروي ..
وهنا ﻻ اتحدث عن مسؤولية رجل دون المراة .ولكن عندما يذهب استفحال الرجل في تفضيل نفسه على اسرته او ذهاب المراة في انويتها الى مربع  المبالغة في حب الذات .حينها تتكون الفجوة في ارضية الركن الزوجي واﻻسروي وتتسع تدريجيا لغياب المعالجة او اﻻستفادة من الخطأ …
نعم ان كيفية الحفاظ على ابنائنا  وتقديمهم الى الحياة بنجاح
ﻻ تتوقف على اطعامهم او كسوتهم فقط. هناك عناصر اكثر ضرورة في علاقتنا مع ابنائنا واهمها ايجاد مساحة الحوار والتفاهم والتفهم على قاعدة السلامة العائلية لتتوفر حالة من التفاعل اﻻيجابي  ليكونوا ابناءنا بمثابة اﻻثر في الزمن القادم ونوصلهم قدر المستطاع الى بر الامان والى طريق بناء الحياة واستمرارها .
وهذا من صميم كينونة الوجود الذي يتحمل وزره اﻻبوين في مشهدية زوجية مملوؤة باﻻحترام والوفاء للخروج بافضل النتائج في بناء اﻻسرة..
هذا ما يدعونا لتقديم كافة النظم اﻻيجابية من رعاية ومتابعة وحرص وحتى خوف منطقي  ومواكبة لكل تفصيل  صغير كان ام كبير  ﻻيضاح الخير وتعزيزه. وإبعاد الشر والتوجيه السليم في التوعية واﻻرشاد لما له صلة بالعلاقات والصداقات  والواجبات والمراهقة  بكل ما تحمله هذه المرحلة من تداعيات ومتابعات يومية وبث ما يكفي من جرعات التمسك باﻻصول والمبادئ …
 اضف الى ذلك الدور الذي يجب ان يلعبه اﻻبناء من خلال فهم ضرورات الوجود في هذه الحياة .. 
امام كل ذلك تبقى عملية اﻻنشاء اﻻسروي قاصرة اذا تخلى احد طرفيها عن واجباته وذهب الى حضيض نزعاته ونزواته  .وكثيرا ما نسمع في مجتمعاتنا عن رمي كرة المسؤولية على الطرف اﻻخر ليبرر الفشل المصّنع بفعل الغفلة والجهل واﻻستلشاء … 
نعم لقد وصلنا الى مرحلة زمنية اصبح فيها الخوف مبرر على مصير ابنائنا .والحذر ضروري من جوانب التاثر المستورد عبر تكنولوجية العولمة الهدامة والبناءة في ان واحد ولكن اذا ما استدركنا هذا الخطر ورافقناه بتطعيم ابنائنا بالمناعة والاخلاق والقيم .نصل حتما الى بيئة مفككة واسرة مشرذمة وابناء ضلوا الطريق  وضاعوا في متاهات الزمن .. ومن هنا وجب علينا العطاء بلا منةٍ وﻻ تعنيف . وﻻ تكابر او تأفأفٍ وعلى اﻻبناء رد جميل نعم على الابناء رد جميل العطاء وحفظ الوفاء ومن يحمل هذا الشعور يحمل جوهر واجباته تجاه  اسرته ومجتمعه وامته ووطنه . فالقاعدة المتينة واﻻساس السليم ينشئ بيتا قويا لأي تقلب وتطور  في الحياة بمجملها
وبكل ابعادها ويستطيع ان يكون موجودا وكائنا وفعالا وذا قيمة وجودية حقيقية وان لا يكون رقما تتقاذفه اﻻيام حيث تشاء ………
 المسؤولية مدماك اﻻستمرار  اﻻنساني .. وعدمها مسمار نعوش البشر … 

(سنـــــا فنيش )

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق