مقالات

.أسماها “ألكسندر جراهام بل” وسيلة للاتصال وقد سجّل اختراعه في ٧ آذار ١٨٧٦…

.أسماها “ألكسندر جراهام بل” وسيلة للاتصال وقد سجّل اختراعه في ٧ آذار ١٨٧٦…
وها نحن على مقربة من الاحتفال بعيد المئة والاربعةوالأربعين بهذا الاختراع الذي كان مربوطا بالمكان ومن ثم تحرر فأصبح رفيق الإنسان أينما ذهب لكي يُسهل حياته ويطوّر أعماله ومن ثم تحرر مرة ثانية من الزمان فأصبحت حياة الإنسان بكاملها مربوطة في هذا الجهاز الرفيق الذي لم يعد بمقدور الكبير أم الصغير التحرر منه… وهكذا تحولت مهمة الأداة من وسيلة اتصال إلى وسيلة تواصل بكل ما للكلمة من معنى حيث أن صاحب الجهاز فقد السيطرة عليه وأصبح التحكم بحامل الجهاز من أطراف أخرى تأتيه الرسائل والمعلومات من كل حدب وصوب…
تحوّل، برأي المتواضع، هذا الجهاز إلى سلاح فتّاك يقضي على صاحبه في المبدأ ومن ثم على الجماعات ويُحرّكها كيفما يشاء…
انا لا أنكر الثورة التي انتجها هذا الاختراع في إيجاد الحلول والتطور على جميع الأصعدة في حياتنا اليومية عدا عن مقدرة الإنسان أن يخرق الزمان والمكان لكي يُسهّل أعماله ولكنه أيضا خرق بشكل مشين خصوصية الإنسان وخصوصية المجتمع لا بل خصوصية الدول… صحيح أنه اختصر المسافات العالمية ولكنه أيضا حوّل الإنسان من كائن إجتماعي إلى روبوت علمي تجري عليه التجارب من غرفة تحكّم عالمية فتُحرّكه بريموت كونترول شيطانية لكي تأخذه أينما تشاء…
وهكذا تحوّلت الفتوحات التاريخية والحروب العالمية الملموسة من قتلٍ عملي بخنجر أم بسيفٍ أم ببارودة إم سيكستين أو بمدفعٍ أو حتى بقنبلة نووية إلى سيطرة عالمية ممكن أن تقضي على العالم بأسره فقط بإرسال خبرية جميلة ومنمّقة ممكن أن تحاكي وتدغدغ عواطف لا بل تبث الغيرة والشعور بالغضب في قلب كل مُتلقي في كافة أنحاء العالم مما يسبب حركة رأي عام تأخذ الناس إلى دمار شامل…
هي ليست نظرة تشاؤمية في هذا الصباح ولكن استغرب من نفسي على هذا الإدمان اليومي على هذا الجهاز الذي أضاع الكثير من ساعات عمري فقط لألاحق واتابع والحاجة أن أبقى” up todate” لكي أكون على دراية بكل التغييرات التي تحصل على عدد الثواني على جميع الأصعدة في حياتنا… والنتيجة زادت الأمراض النفسية وتعززت العزلة الإنسانية عوضا عن الانفتاح والتواصل…
هي للحقيقة دعوة إلى التخفيف من التعاطي مع هذا الأدمان على التواصل الوهمي مع المجهول إلى إعادة الثقة والصلة بالله أي بالنفس الإنسانية والتواصل الحقيقي الملموس مع مجتمعنا…
وفي الختام أقول بأن هنالك عوارض جانبية لكل دواء علينا أن نعرفها ونكون على دراية منها لكي لا يفتك بنا … علينا أن نكون على دراية من ثوابتنا وعلى ثقة من هويتنا ومن ثم نأخذ المعلومة التي تناسبنا فنعود للعقل الذي مَيَّزنا الله فيه عن الحيوان ونستعين بقوّة المحبة لكي نصل إلى حلول لأزماتنا وإلا على الدنيا السلام… كل إنسان فينا مسؤول
خلود وتار قاسم ٢٥/٢/٢٠٢٠
فكرة طرأت في بالي: ماذا لو كان بمقدور هذا الموبايل الذي بين أيدينا أن ينشر اوبئة جرثومية؟؟ كل شيء ممكن وهل كان في أقصى خيال “بِل” أن تصل مواصيل اختراعه إلى ما نحن عليه الآن؟؟؟🤔🤔🤔

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق