بالمناسبةمقالات

خدعة عيد الاب…

 

خدعة عيد الاب…

ما اتعسنا وما اتعسهم،يحتفل الابناء بعيد الأب ويمدح كل واحد منهم اباه ويمجدّه ويكتب عنه النثر والشعر والبعض يغنّيه وبعضهن جعلن من ابائهن مادة للرقص.
كل اباء الناس قدّيسون وأخلاقيون ومثاليّون وأخيار وأهل عطاء وكرم ومحبة وتعاضد وكفاح اذن القاتل والسارق والشرير والفاسد والكاذب اباء من يكونون؟
ليس في المصرف وفي السياسة وفي المتجر وفي دهاليز الامن وفي المخابرات و في الشارع وفي مؤسسات الدولة وفي المؤسسات الخاصة وفي الاحزاب وفي السمسرات غير رجال ماكرون يلتقطون لقمة الضعيف والاحمق والمخدوع والمسالم والحالم بالامان ليلتهموها او ليذهبوا بها لإطعام جلابيطهم وجرائهم وهجارسهم واشبالهم في اوكارهم.
عيد لأي أب والبلاد من مأساة الى محطة وقود الى تجمع نفايات الى باب مستشفى مقفل بوجه الفقير والمحتاج والبريء.
عيد لأيّ أب والقاضي أنجب قاضياً والعميد أنجب عميداً والطبيب انجب طبيباً والسياسيّ انجب محتالا جديدا والتاجر القديم انجب لصاً عصرياً لا يسرق الا عبر حاسوب وبكلمات منمقة وبتسويق ناجح للنفاق.
عيد لأيّ أب وأباء اغلب الناس متورطين من قريب ومن بعيد بالماساة وبالمصيبة وبالفاجعة وبالمجاعة القادمة.
حتى ذاك الذي تظنّه لم يظلم احداً واطعم اطفاله بالحلال وقف بالطابور كالشاطر ليقترع وليجدد للأسماء نفسها لتدوم صحة وعافية الدولة المالية العميقة.
لو كان والدك و والده هذا الشهم البريء والمكافح فلماذا نعاني كلنا في هذا المجتمع.
الحقيقة اننا ربما كنا جميعا مخدوعون بابائنا او ان ابائنا مساكين فعلا كانوا ادوات او مضطرين او ظنّوا انهم لا يفعلون الا ما يجب فعله او انهم خلطوا الحلال بالحرام من حيث لا يدرون…
ابي كان استاذا ولم اسمع منه كذبة واحدة طوال عمري،ربما اساتذة الادب العربي لا يعرفون من التاريخ الا اجمل احداثه واشرف شخصياته ويتمثلون بهم…
ابي و والدك و والده واباءهم كانوا ضحايا منظومة حاكمة اقنعتهم باللون الابيض انه اسود وان الاسود ابيض وان الصح خطأ وان الخطأ صح وحكموهم وما زالوا يحكموننا نحن الاباء المهزومون والمحكومون والمطاردون من ضمائرنا….
نحن الكلمة التي كانت امّنا تقولها:
نحن يا حرام…يا حرام…مساكين يا اهل الهوى…
وعليكم السلام.
د_احمد_عياش.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق