
وتظنّ انّك إن غادرت، تترك اثراً طيباً عند غيابك،حتى لو زرعت الياسمين فإن هناك من ينسى العطر دائماَ.
انت لم تعرف الناس يوماً.
هل اختبرت الناس بمن فيهم عائلتك؟
لم تفعل.
تقنع نفسك ان في الأمر عمل صبياني لانّك تخشى المغامرة.
مغامرة أن تختبر من ظننت طويلاً انك تترك اثراً طيباً بينهم عند اختفائك.
في زمن الذكاء الاصطناعي لا بدّ من حيلة طبيعية.
أشع بين الناس خبراً ان حالتك الصحية في تدهور وارتمي ذات يوم في سريرك كأنك تعاني من فالج جانبي مع غياب السمع التام حتى لو كان الأمر نادراً.
اقنع حتى الأطباء انك لا تقوى على تحريك يدك وساقك وقدمك وانك تجد صعوبة في بلع الطعام و تتردد حتى عند شرب الماء فإن سألوك امراً ابتسم كالأبله انّك لا تسمع شيئاً فإنّ اخضعوك لاختبار تخطيط صوت أشر لهم بيدك انك لا تسمع رنين الآلة كي يقتنعوا انك صرت اصمّاً.
و ابدأ اختبارك.
وسجل ملاحظاتك وإياك أن تظهر اي استغراب او احتجاج.
إياك أن تفشل واستمر لاسابيع طويلة لا تقلّ عن ستة أشهر.
راقب،سجّل،لا تنفعل،لا تحزن!
ثم احكم!
لن تعرف الناس الا اذا اختبرتها اما بحال لم تختبرها فأنت لا تعرف احد.
يُشبّه لك انك تعرف وانت لا تعرف…
انت لا تعرف.
والله اعلم.
بقلم د.أحمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.