مقالات

.من الأجيال شكرا جنرال…المستشار قاسم حدرج

.من الأجيال شكرا جنرال :
لم تكن المعركة الدائرة بين الرئاستين الأولى والثالثة معركة تشكيل حكومة بل هي معركة اعادة تشكيل النظام السياسي في لبنان وفق القواعد التي ارست اتفاق الطائف وهو منطق الغلبة وبالتالي ومع تبدل موازين القوى كان من الضروري ان يتاثر ميزان الطائف وبحيث يعاد رسم ملامح نظام سياسي جديد يليق بلبنان المقاوم القوي الذي يفرض كلمته على المجتمع الدولي ونزع عصا السلطة الطائفية من يد حكام الطائف الذين يريدون وضع لبنان باكمله في قبضة الغرب وادواته العربية وابقاءه ساحة صراع مفتوحة مع المحور المنتصر كأخر الحصون الصامدة بعد خسارته في العراق واليمن وايران وسوريا وفلسطين وقد اثبت الرئيس في هذه المعركة انه جنرال ماهر يستطيع ادارة معاركه في ظل حصار خارجي وداخلي سياسي اقتصادي اعلامي
حتى نجح اخيرا في الخروج منتصرا محققا اهم الاهداف وهو اعادة الدور الفعال لموقع الرئاسة ليس على صعيد تشكيل الحكومة فحسب بل واستخدام صلاحياته بالحد الاقصى لتسيير امور البلاد في ظل الحكومة المقيدة دستوريا كما واثبت قدرته على تعطيل المشاريع التي لا تتوافق مع رؤيته السياسية بمساندة من فريقه السياسي وحلفاءه او حتى بدونهم
وبحيث ان الشارع المسيحي الذي على خصومة سياسية مع عون كان
بداخله مرحبا بما قام به حيث اظهر باقي الفرقاء بموقع الذميين المفرطين بالحقوق المسيحية طمعا بالسلطة وبالتالي كرس مبدأ وجوب ان يتبوأ منصب الرئاسة شخصية قيادية مدعومة حزبيا وشعبيا لزوم الحفاظ على اهمية هذا الموقع الكياني .
اما الهدف الأبعد والذي سيتحقق بعد الانتخابات النيابية هو اعادة النظر بأتفاق الطائف الذي من المفترض انه اصبح بحالة غروب مع غروب شمس الحريرية السياسية والذي سيتكرس عمليا بنتائج الانتخابات المقبلة حيث سيخسر تيار المستقبل معظم مقاعده وسيواجه انقسامات حادة في كوادره او ما تبقى منها خاصة بعد ان فقد مفتاحي الأصوات
المال والسلطة يضاف اليهما التعاطف الشعبي بعد كثرة زلات سعد وتخبطه والأهم من هذا كله فقدان المظلة السعودية الذي تشبه قصة سعد معها حكاية امام المسجد الذي غضب عليه السلطان لكونه لمح ضده بأحدى خطبه فأمر باعتقاله ولكن الضغط الشعبي والديني اجبره على اطلاق سراحه بعد ان منعه من اقامة الأذان وأمامة الصلاة فوافق حفاظا على حياته ولكن الحاكم استمر في توقيع العقوبات عليه فصادر له كل املاكه وقطع عنه راتبه واجبره على التسول فقال الشيخ ليتني رفضت اوامر السلطان منذ البداية فعلى الأقل كنت قتلت محتفظا بكرامتي وهكذا يكون العماد عون قد نجح في تحقيق اهداف متعددة بضربة واحدة ونكس اعلام خصومه الذين اتهموه بالتعطيل لأهداف شخصية فجاء تشكيل الحكومة وفق رؤية الرئيس كرد صاعق على هؤلاء افقدهم مصداقيتهم امام جمهورهم وعزز الثقة بالجنرال لدى جمهوره وأثبت بأنه يخوض معركة حقيقية لا شعارات جماهيرية وهكذا يكون العماد عون قد دق اول المسامير في نعش اتفاق الطائف وكسر تحكم قادة الحرب الاهلية بتشكيل الحكومات التي كانت مهمتها تنفيذية لمشاريعهم النفعية ويوقع لهم عليها على بياض رئيس الجمهورية واصبحت مشاركة الرئيس في اختيار كل الوزراء مبدأ مكرسا لا ينبغي لأي رئيس من بعده التنازل عنه كما والأهم انه رهن اعطاء الثقة للحكومة ببرنامج اصلاحاتها على ان يكون التدقيق الجنائي على قمة اولوياتها وبهذا يكون الرئيس قد اوفى بالشعار الذي وعد به من انه سيسلم لبنان افضل مما استلمه وهكذا يفعل الطبيب الجراح يمزق الجسد بمبضعه ويضع الأنابيب والأسلاك مشوها جسد المريض الا انه يسلمه سليما من الداخل فالتشوه الخارجي من السهل اصلاحه لكنه قام بالصعب واعاد الى القلب نبضه ولبنان قلبه يعمل على نبض الحرية والكرامة الانسانية وهكذا يكون الجنرال قد تحمل لظى جهنم وشراراتها المتطايرة من كل اتجاه ليقي اللبنانيين جهنم التي قال اننا ذاهبون اليها ما لم نتحمل مسؤلياتنا ونواجه ابا لهب وامرأته حمالة الحطب فشكرا يا فخامة الرئيس وموعدنا معك يتجدد كجنرال الرابية بعد ان كتبت للبنان تاريخا مجيدا سيقف عنده القادم من الاجيال ليأدوا لك التحية يا جنرال .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق