لدى المقارنة بين العامين 2022 و 2023 من كانون الثاني إلى شهر كانون الأول, نرى بأن عدد حالات الإنتحار إرتفع في لبنان وبشكل صادم, إذ وصلت عدد الحالات إلى 170 حالة
في العام 2023 مقارنة بـ 138 حالة في العام 2022, بحسب مأ أفاده الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ “ليبانون ديبايت”.
وأشار إلى أن “عدد حالات الإنتحار في لبنان إرتفعت 32 حالة أي بنسبة 23%”, معتبراً أن “الأمر لافتاً جداً, لا سيّما أن نسبة الإرتفاع مقارنة بالسنوات الماضية مرتفعة جداً, مذكراً أن عدد حالات الإنتحار في العام 2015 سجّل 138 حالة, وفي العام 2016 سجّل 128, بينما في العام 2017 سجّل 143 حالة إنتحار”.
وأضاف, “في العام 2018 سجل عدد حالات إنتحار في لبنان 157 حالة, بينما في العام 2019 سجّل لبنان 170, وفي العام 2020 سجّل 150 حالة إنتحار, وفي العام 2021 سجّل 145 حالة, أما في العام 2022 سجلّ 150 حالة”.
وكشف عن أن “الشهر الذي سجّل أكبر عدد من حالات الإنتحار هو تموز المنصرم, حيث وصل عدد الحالات إلى 18 حالة إنتحار, ويليه أذار الذي سجّل 17 حالة”.
واعتبر شمس الدين, أن “الأسباب وراء إرتفاع نسبة الإنتحار في لبنان, متعدّدة, منها يعود للحالة الإقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد, خصوصاً أنه في بداية الأزمة كان هناك قدرة على الصمود والمتابعة وعدم الدخول باليأس, اليوم مع استمرار الأزمة, أصبح الإنتحار باب الهروب من هذا الوقع”.
ورأى أن “استمرار حجز الودائع في المصارف من الأسباب الأساسية التي أدّت إلى ازدياد نسبة حالات الإنتحار في لبنان”.
وما يجب التنويه إليه, أن هناك حوادث انتحار لم يتمّ إبلاغ القوى الأمنيّة عنها، وبالتّالي قد تكون الأعداد الفعليّة أكبر من الأعداد المذكورة في الإحصاء الرسمي.
وتعليقاً على هذه الظاهرة, أشارت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص, لـ “ليبانون ديبايت” إلى أن “تدهور الحالة النفسية بين الأشخاص نتيجة الضغوطات الناجمة عن الأزمات والصدمات، إلى جانب غياب الخدمات الصحية النفسية، يعد من أهم الأسباب وراء انتشار ظاهرة الانتحار”.
وأشارت إلى “أهمية مراجعة الأطباء والمعالجين النفسيين، في حالة الضرورة، لتناول العلاجات المناسبة، حيث أن الاكتئاب يمكن علاجه عبر العلاج النفسي أو استخدام الأدوية الملائمة”.