اخبار سياسيةاقلام حرة

المبادرة الفرنسية في ذمة الله

المبادرة الفرنسية في ذمة الله

زياد العسل

تكدست أوراق الصحف والمجلات والمطبوعات تحليلا وعرضا وتوصيفا للمبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس ماكرون حرصا على لبنان بعد أن قضى ايام طوال ماشيا في الإليزيه في حالة من السهر المضني وقلة النوم والبكاء المستمر على ضحايا انفجار مرفأ بيروت ,هذا بالإضافة لأوجاع في المعدة نتيجة القهر الشديد على لبنان الدولة
والشعب ,فبغض النظر ان كان ما قلناه حول انفجار الزايدة عن الرئيس ماكرون خوفا على الوضع في لبنان أم لا ,إلا أن الشعوب اللبنانية العظيمة انتظرت المبادرة الفرنسية معتبرة أنها الحل النهائي لمشاكل هذا الكيان المعجزة والمعضلة والأعجوبة في آن ,فبعد مئة عام على ما سموه استقلالا زورا وبهتانا وظلما في كذبة تاريخية كبرى ,عادت الأم الحنون والمحبة لتصنع من جديدة مبادرة للم التيارات السياسية التي ما زالت تمني النفس بتقاسم ما تبقى من حلوى الكيان الذي تشلع بشكل واضح وصريح بعد انفجار 4 آب أو تفجير 4 آب الأخير ,ففرنسا الحنونة عادت لأبنائها المخلصين لتجمع أو تحاول جمع قوى لا يجمعها الا قالب الحلوى الحكومي الذي عندما قل الدسم فيه ,عادت شرارة الحقد والكراهية لتطفو على سطح المشهد ,مع مبادرة فرنسية قيل أنها يمكن أن تعطي بصيص نور

لم تكن هذه المبادرة فرصة حقيقة منذ البداية لأن المبادرة الحقيقية التي كانت يجب أن تحدث من قبل الفرنسيين انفسهم هو نسف هذا النظام الطائفي المقيت الذي وضعوه لنا لعقود من الزمان,بالإضافة لقلق وجودي يعتري هذه الطائفة أو تلك من هذا المقعد الوزاري أو ذاك ,اضافة لذلك ثمة من يعتقد أن الحقيقة في عرقلة التشكيل ليسن داخلية بل تنتظر المشهد الأميركي الايراني بعد مجيء بايدن رسميا للإدارة الأميركية
ثمة مثل شعبي يقول (اذا انت بدكش تساعد نفسك ,ما تنطر من حدا يمدلك يد العون),فلا الولايات المتحدة ولا ايران ولا آخر امبراطوريات البشرية ستغير شيئا الا اذا تغيرنا حقا في معتقداتنا وقررنا الخروج من المعتقلات الطائفية والمذهبية وقمنا بمبادرة وطنية حقيقية للالتقاء ,بدل المناكفات والعناد الذي لا يغير شيئا في المشهد ,لذلك فالمطلوب اليوم هو وضع أثقال هموم الطوائف والمذاهب جانبا والتفكير مليا في الحل الإنقاذي الأسلم من الطبقة نفسها التي احتلت املنا ومستقبلنا وحياتنا,فمن سبب المشكلة يجب أي يدرك أن الحل بيده لأن المبادرة الفرنسية أضحى من الواضح انها في ذمة الله,ولا مبادرات تنفع ان لم تشفق القوى السياسية على نفسها وعلى هذا الكيان الذي يلفظ آخر ما تبقى له من أنفاس

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق