
لا يحكي الإله اموراً متناقضة يا عباس، الإله الحقيقي لا يكذب، لا يفتن الربّ بين عباده،لا يمكن أن يقول لبني يعقوب ان القدس اورشليمهم لوحدهم وان يقول لاتباع المسيح اجعلوا من كنيسة القبر المقدّس قلعتكم الاورشليمية لوحدكم وان يقول لقوم محمد (ص) ليكن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين في قدسكم المباركة لوحدكم ليتقاتل المؤمنون كلٌّ يحقق وصية ربّه.
الرب لا يقول ناقضاً ومنقوض ولا يتسبب بصدام دموي بين العباد إنما الناس اوجدوا لأنفسهم مهمّات الهية لا نقاش فيها غير حدّ السيف.
ما هدف الربّ ان يعطي مهمات الهية متعارضة؟
يستحيل ان يفعل.
كل الحكاية ان الإله حكى وان الرسل سمعوا ونفّذوا الوصايا بأمانة عالية الدقة إلى حدّ العصمة عن الكبائر الا ان المؤمنين ليسوا جميعاً على قدر عالٍ من الذكاء وحُسن الفهم وسلامة الاستيعاب والذاكرة ما جعل البعض منهم يؤكد ويقسم ان النبي قال هذا والبعض الآخر اقسم بدوره انه قصد أمراً آخراً.
لا فرق،أجهد الاستاذ نفسه في شرح درس الرياضيات وعند انتهائه اختبر تلامذته الموجودين في الشروط الموضوعية ذاتها وأغلبهم من الشريحة العمرية نفسها عما فهموه من شرحه ليتفاجأ ان قليلين جدا حازوا على العلامة شبه كاملة بينما البعض الآخر تراوحت علاماتهم من جيد إلى وسط إلى سيء إلى صفر.
لم يصل احد العلامة كاملة.
اقسم كل التلامذة انهم كانوا في الصف وأنهم استمعوا للشرح جيداً.
استيعاب المعلومات اولا والتعبير عنها ثانيا أمرٌ ذاتي الخصائص لا علاقة للأستاذ بها.
في التوراة أعجب النبي داوود صدفة بزوجة اوريا الحتي الذي كان وفيّاً له،إخلاص اوريا لم يشفع له فقد أرسله النبي داوود إلى الخطوط الأمامية في الحرب إلى أمام التابوت ليُقتل وقد قتل ما سمح للنبي ان يتزوج زوجة اوريا.
لم يذكر القرآن الكريم قصة داوود مع بثشبع زوجة اوريا الحتي إنما تقول الرواية ان الله ابتلاه وامتحنه اي ان الامر والحدث لم يكونا جريمته.
المؤمنون هم الذين يحوّرون ويأوّلون الامور والاحداث والايات وهم الذين يكلفون انفسهم بالمهمات الالهية من دون ان تكون فعلا نابعة من قصد الربّ حقيقة.
مقاتلة الكاثوليك للبروتستانت لم تكن مهمة الهية بل مهمة كنسية والان مقاتلة تنظيمات من اهل السنة والجماعة لتنظيمات من أهل الشيعة والجماعة والعكس صحيح ليست تنفيذا لمهمات الهية ابداً وليس في الأمر حسنات بقدر ما هي تنفيذاّ لتعاليم بشرية نابعة من مشايخ واحيانا من مخابرات دولية.
قال خبيث بتهكم ان التنظيمات من اهل السنّة والجماعة ونكاية بتنظيمات من اهل الشيعة ما عاد يهمهم تحرير فلسطين بقدر ما تهمهم مباهج الدنيا وسحق تنظيمات اهل الشيعة .
المهمات الالهية لم توكل لأحد ولا احد يحمل صكاً الهياً .
في زحمة الركض باتجاه السلام الإبراهيمي سيتقاتل المسلمون فيما بينهم وربما اهل السنة ضد اهل السنة وأهل الشيعة ضد اهل الشيعة وفي كل الحالات لا مهمات الاهية بل مهمات بشرية وغالبا ما تكون مخابرات دولية.
الا العدو الأصيل فممنوع الاقتراب.
خطر الموت.
والله اعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.







