اقلام حرةمقالات

عندما يسقط المحارب.

سقوط المحارب لا يعني أنّه غير محقّ وان قضيته لم تكن عادلة ،ما كان الحق يوماً الا حافزاً لحشد الشرفاء أمام الظالم إنّما ليس بالضرورة ابداً ان ينتصر المظلوم.
ويحصل ان يكون المحارب ظالماً.

ليس كل قتيل بمظلوم وليس كل منتصر بظالم .

عند سقوط المحارب يتبرأ منه الانتهازيون أوّلاً وثانياً يبتعد عنه المنتفعون وثالثاً يرتدّ عليه الجبناء الحاقدون الذين كانوا يتملقونه لأسبابهم الخاصة.
عندما يسقط المحارب يُبتلى بجراحه وتقوى عليه أوجاعه وتزهر فيه أمراضه فجأة.
يبقى الأوفياء المخلصين الذين لا يغدرون في كل الصعاب وهم قلّة.
يبقى اهل المبادىء على مبادئهم لا يغيّرونها ولو اضطرّوا للجوء للتقية وللاستتار بالمألوف لحماية ما تبقى.
تبقى مشاهد العزّ والعنفوان.
عند سقوط المحارب يحتفل المنتفعون بهزيمته في الساحات ليشوّهون سيرته.
يفعلون هذا ليبرروا لأنفسهم حقاراتهم في الجبن وفي الغدر والخيانة والوقوف عند الحياد.
لا يستقيم الأمر مع الاعتراف بفضائل وحق المهزوم والا لتحوّل انتصار المنتصر لجريمة.
عند سقوط المحارب يُخرج أصحاب التارات القديمة دفاترهم العتيقة ليتهمواوليشككوا وليحكموا بالظنّ والدليل والقرينة الكاذبة.
عند سقوط المحارب ترقص الكلاب المتوحشة البرّية حول الاسود لعلّها تقنص ولو عضمة مهترئة في قبر مرّ عليه الزمن.
عند سقوط المحارب تسقط أقنعة عن وجوه دموية لأُناس ما مارسوا غير الخداع والتمثيل في حياتهم.
عندما يسقط المحارب.

بقلم د.احمد عياش.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى