
في مساء جنوبي مثقل بالدخان،
وتحديدا في بلدة قبريخا الجنوبية،
وقعت غارة…
لم تكن مجرد قذيفة، بل صفعة على وجه الطفولة،
صرخة يتيمة شقّت الليل:
“لقد مات أهلي…”
لم تكن صرختها سؤالاً،
بل وجعاً بلا سقف،
كان بيتها ذات يوم ضوءاً دافئاً،
صار ركاماً…
أما قلبها الصغير، فقد صار وحيداً في العراء.
تلك الطفلة التي بقيت تصرخ وحدها،
لم تكن فقط تبكي أمّها وأباها،
كانت تبكي عالمًا خذلها،
صمتًا عالميًا مخيفًا،
وعدالة تتعثّر في حسابات السياسة والنار.
من الجنوب اللبناني،
من تحت الركام،
تخرج هذه الصرخة،
لتذكّرنا أن الحرب لا تقتل الكبار فقط،
بل تسرق مستقبل الصغار،
وتذبح الأحلام في مهدها.
فهل يسمعها أحد؟
هل سيأتي من يمسح دمعتها؟
هل سيقوم أحدٌ ليقول: كفى؟