
دبي – شهدت منطقة الديرة في فندق كورال انعقاد مؤتمر ICTF الذي جمع نخبة من المختصين والخبراء في مجالات التنمية البشرية وعلم النفس، وسط حضور كبير من المهتمين.
قدّمت الدكتورة سيفان جوريان خلال المؤتمر مداخلة مميزة حول المرونة النفسية، تناولت فيها مفهومها وأهميتها في حياة الإنسان، مشيرةً إلى أن الحياة مليئة بالتحديات والآلام والمعاناة، كفقدان شخص عزيز أو الانفصال العاطفي أو الطلاق، وغيرها من التجارب التي تختبر قوة الفرد وقدرته على التكيف.
وأوضحت أن الفرق بين من يمتلك مرونة نفسية عالية ومن لا يمتلكها يكمن في طريقة التعامل مع الأحداث، فالشخص المرن يستطيع مواجهة الصعوبات بثبات واتزان، بينما قد ينهار الآخر أمام الضغوط نفسها. وأضافت أن فكرة المرونة مستمدة من الشيء المرن القادر على التوافق والتكيف دون أن ينكسر.
وقدّمت مثالًا على ذلك بفترة جائحة كورونا، موضحة أن الأشخاص ذوي المرونة النفسية استطاعوا التأقلم مع التغييرات المفاجئة، فطوّر بعضهم مهارات جديدة وشاركوا في دورات تدريبية واستثمروا وجودهم في المنازل لتطوير ذواتهم، في حين وجد آخرون صعوبة في تجاوز تلك المرحلة.
كما تطرّقت الدكتورة جوريان إلى تأثير الجينات على طبيعة تصرفات الأشخاص، مبيّنةً أن المرونة تتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية معًا. وتحدثت عن صفات الأشخاص ذوي المرونة العالية مثل الوعي الذاتي، والقدرة على ضبط الانفعالات، والنظر بإيجابية إلى المواقف الصعبة.
وفي سياق حديثها، شرحت كيفية تنمية المرونة النفسية عبر التعاطف مع الذات والابتعاد عن جلد النفس، مؤكدة أن النفس الإنسانية أولى بالمواساة والرعاية. كما شددت على أهمية ممارسة الامتنان والتقدير لما نملكه في حياتنا، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو تحقيق التوازن الداخلي والنضج النفسي.
وعندما سألنا الدكتورة سيفان جوريان عن رأيها في التنظيم، عبّرت عن امتنانها الكبير لجهود الدكتور عبد القادر العدّاقي، مثمّنةً دوره في الإشراف على المؤتمر وتنظيمه بحرفية عالية، وما أبداه من حرص على إنجاح هذا الحدث وتكريم المشاركين فيه.






