
صعب ان تنتبه ان الجيل الصاعد قد دفع بك إلى الأمام وان مكانك ما عاد لك وان ما تعرفه ما عاد يميّزك فالآتون من بعدك يعرفون اكثر.
صعب ان تنتبه ان احترام البعض لك ليس لأنك ابن مهنة او ابن احترام وحتى ولو ابن مال إنما لشعرك الفضيّ .
انت الذي كنت ترافق جدّك إلى النادي الحسيني لتقديم العزاء عدت و رافقت والدك بعد موت جدّك وعندما مات ابوك وجيله صرت اليوم مع جيلك الذي كان يفخر بتمرده على اجداده واهله وجها لوجه مع اوّل خط دفاع ضد الموت.
قلّة الهمّة ان تناقش ليست نضجاً منك بل تجاوزاً لأي سوء فهم محتمل.
كسراً للشرّ.
في الوقت الذي يتحدث فيه طلاب على طاولة قريبة من طاولتك في المقهى عن طموحاتهم وعن مشاريع الرياضة والحب والغرام تقوم انت إلى المرحاض لتقضي حاجتك لتدخل في عراك مع جسمك تارة تضغط وتارة تتنفس بعمق كي تبول بخير بلا ألم وبلا صعوبة.
انهكتك البروستات.
صرت حتى لأبنائك موضة قديمة ،يقولون لك نعم ويعملون ما يشاؤون لأن اراؤك ما عادت صالحة للاستخدام.
تتحول لشخص خارج الخدمة.
تدعم وتشجع نفسك بل ترشيها بمهمة شبابية لعلك تعيد وصل ما ينقطع مع عمرك الا انّك تكتشف ان السأم والضجر يسيطران عليك سريعاً.
تقوم وتركل الكرة بقدمك كما كنت تفعل دائما الا ان قلبك يسرّع من خفقاته فجأة ليحذرك التنفس وليلزمك ان تحترم جسمك.
احترم صحتك.
حتى قدمك قد خرجت من الخدمة.
تاريخ صلاحيتك للحياة قد اقترب.
تنتبه ان ما فات لن يعوّض وانه لم يبق لك شيء لتمارس من خلاله نرجسيتك المتهاوية غير أن تفرح بنجاحات أولادك اما إن شاهدت تعثّرهم وتخبطهم فإنك تدخل المرحلة الثالثة من الاكتئاب.
تنتبه انك تجاوزت المرحلة الاولى والثانية بنجاح من دون علمك.
اصمد و لا تعترف بهزيمتك ولو انك مهزوم قبل أن تخوض معرفتك.
حتى عندما تكتب لا يقرؤك غير أبناء جيلك ويهون رؤوسهم كما تفعل انت الان تماما😊
اصمد لتنجو!
والله اعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.






