
زياد العسل
رأى رئيس الحركة المتوسطية الدكتور دريد عوده في حديث خاص بموقعنا أن كل ما تفعله اسرائيل اليوم هو استمرار لمسلسل الإبادة الجماعية، ومنذ عام ١٩٤٨ نحن نعيش يوبيلا دمويا من جرائم الحرب والاستيطان وقضم الأرض ضد الشعب الفلسطيني . ومن ناحية أخرى ثمة استمرار للتصدي لمشروع الهمجية الاسرائيلية, وقد ثبت منذ عقود لليوم أن اسرائيل لا تريد السلام على الاطلاق, فحتى غلاف غزة هو عبارة عن مجموعة مستوطنات تطوق غزة, فلا يمكن للإنسان الا أن يقف وقفة تعاطف على المستوى الإنساني والاخلاقي والقانوني ضد العدوان الصهيوني, فهناك قانون دولي عام يمكننا استعماله كسلاح لمواجهة ما نسميه نظام الفصل والقتل العنصري في اسرائيل وفق عوده.
يضيف رئيس الحركة المتوسطية :” يمكن لنا أن تتصدى لنظام الابارتايد من خلال المقاومة الفكرية والقانونية, ونحن نجد اليوم في الغرب أشخاصاً انخرطوا في حركة ” فلسطين حرة” حيث يشير هذا الأمر إلى تغير المزاج العالمي, وفي طوفان الأقصى كان ثمة سردية اسرائيلية أُثبت فيما بعد كذبها, نتيجة الإعلام المحق ونتيجة صمود الشعب الفلسطيني الاسطوري الذي أظهر الحقائق كما هي.
على صعيد الاستحقاقات الداخلية اللبنانية يؤكد عوده أن ثمة شغورا طويلا, فهذه الاستحقاقات هي رهينة لصراع المحاور التي تتصارع في المنطقة والعالم, ولكن لا يجب أن ننجر طويلا إلى سياسة المحاور دون أن نحاول أن نتقارب كلبنانيين لانجاز استحقاقات مؤسساتية تؤثر على شتى تفاصيل حياة المواطن اللبناني, ونحن كحركة متوسطية طرحنا أن يتم انتخاب الرئيس من الشعب على مرحلتين: الاولى أن يفوز المرشح باكثر من عشر بالمئة من ناخبي القضاء,من ٢٦ قضاء في لبنان, ومن ثم يتم الانتقال الى المرحلة الثانية والتي تتمثل بانتقاء رئيس من بين مرشحين يمثلون وجدان الشعب اللبناني ووفق برامج سياسية واقتصادية وتنموية للنهوض بلبنان من أزمته الخانقة.
فيما يتعلق بموضوع النزوح الذي يشغل مساحة كبيرة من الحديث السياسي والإعلامي اليوم, يرى رئيس الحركة المتوسطية أن هذا الملف يجب أن يعالج بشكل جذري دون معالجات مؤقتة, ومن منطلقات وطنية وليس سياسية أو طائفية، بحيث أن القرار الوطني يجب أن يبدأ بإعادة النازحين من دون قيد أو شرط, والخطوة الاولى هي التواصل مع الحكومة السورية, والا فإن الوجود الديمغرافي والكياني للبنان مهدد, وهذا ما بدأ يتضح يوما بعد يوم من خلال الضغط الاقتصادي والأمني الكبير الذي يعانيه اللبنانييون جراء هذا الملف, فلا يجب انتظار الأوروبي والغربي الذي لا يبدي اية خطوة إيجابية, ومن الاجدى أن تتم مساعدة النازحين داخل سوريا. ولا يجب بأي حال من الأحوال اعتبار السوريين لاجئين بل هم نازحون والكثير منهم يذهبون الى سورية ويعودون منها، ما يلغي صفة اللجوء وحتى النزوح عنهم.