تموت الاوطان عبر النظرة الانتروبولوجيا في الدراسات الفلسفية لمفهوم العمارة
من اهم مستلزمات المعماري هي دراسة علوم العلاقات وعلوم الظواهر التي تشكل منهجها الفلسفي الذي يتناول الظواهر في صلتها بالوعي أو الشعور طلبا لبلوغ ماهيات الأشياء. وعبر هذا المختبر يستطيع ان يلبي الحاجات الاساسية لمطالب المجتمع ويقدم ليس فقط مبنى يتبنى الوظائف وانما يؤمن الميكانيكيات المطلوبة التي ترتقي بالعلاقات الاجتماعية والمادية وتؤمن الروحية الانسانية في التواصل في بناء فراغات افضل واكثر تلائم مع الوضائف المرتقبة .
اما ما يفعله اليوم الغالب من اهل المهنة هم يقدمون مباني هندسية تتبنى قوانين الجاذبية وقلما تراعي المؤثرات البيئية والاقتصادية والتنموية ولهذا نستطيع ان ننعت هولاء بالمهندسين ولكن لا يرتقوا الى المعمارين .
المعماري هو البنّاء الحقيقي لكل الكليات وليس لمواد البناء ومن اهم هذه العلاقات هي فهم روح العصر وتحديد الهوية ومن بعد وضع البوصلة لتقيم المتطلبات الازمة وترجمتها الى الفراغات التي يمكن من خلالها انشاء العمارة المناسبة .ومن خلال دراسة الظواهر الاجتماعية افقيا وعموديا تتوضح السبل المتاحة لتقديم الحلول المعتبرة .وهنا لابد من دراسة العلاقات الاقتصادية والمستلزمات الشخصية عندما لا يستطيع الفرد المتوسط الدخل من تامين حاجته اليومية ولا يستطيع المضي قدما بالعيش في حياة كريمة ناهيك عن التطور. .فماذا يستطيع ان يقدم المعماري كي يخلق جسرا لعبور هذه المرحلة هنا يبقى حلا واحدا وهو الشروع من جديد على اسس جديدة وهذا يعني في الدراسات الانتروبولوجيا انتهاء المرحلة وما عادت المقومات متوفرة في الاستمرار هنا تموت الاوطان لان الوطن هو مجموعة علاقات وليس مساحة ارض او علم او شعب او حكومة حينما تتهالك العلاقات وتسقط الموازين ويصبح دخل الانسان لا يؤمن قوت يومه .ما عادت انسانيته مصانة وما عاد الوطن قائم نعم كما يموت جيل ويحيى جيل اخر تموت الاوطان وتحيا غيرها فليست الغرفة هي تشكيل فراغ والبيت هو مجموع غرف كما ليست الحارة مجموعة بيوت بنظم هندسية .البيوتات الهندسية لا تخلق مجتمعاتنا بل العمارة هي الكفيلة في خلق العلاقات المتكافئة والظواهر الجميلة ….هي من تخلق الاوطان
المهندس. نذير آل هويز