رئيسة جمعية سيدات راشيا السيدة وفا الداوود لموقعنا : الأمل معقود على الشباب اللبناني والحكومة تمتلك وجوها مؤهلة وقادرة اذا ما ساعدتها الظروف
زياد العسل
يعيش لبنان حقبة من أصعب اللحظات التاريخية على الصعد كافة ,في ظل انهيار اجتماعي واقتصادي كبيرين ,بدأت تظهر ملامحهما في الشارع اللبناني في ظل عجز وغياب للدولة الراعية والمؤتمنة على مواطنيها وشعبها
وفي حديث خاص بموقعنا رأت رئيسة جمعية سيدات راشيا والبقاع الغربي السيدة وفا الداوود أن الوضع الخدماتي سيء للغاية في ظل غياب الدولة ودورها ودور الجمعيات الأهلية والإجتماعية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة على صعيد الوطن ,وبالتحديد على صعيد عنصر المرأة ,والعمل الإجتماعي الذي هو خيار يتخذه الإنسان وليس مهنة ,ولكن المشكلة هي غياب الدعم للجمعيات الفاعلة وذلك من منطلق المحاربة السياسية ودعم جمعيات أخرى ليست فاعلة عمليا على أرض الواقع ,ودورنا يتمثل اليوم في جمع النشاط النسائي وتفعليه من خلال الدورات التأهيلية في الرسم والكومبيوتر والحرف والمهن وغيرها وكل ما يمكن أن يساعد المرأة في خلق أعمال جديدة ،ولقد كان لي مع أعضاء الجمعية مشاركات في كل المؤتمرات التي تعنى بالمرأة والنشاطات وورش العمل المتعلقة بهذا الإطار منذ تأسيس الجمعية لغاية اللحظة ،وانطلاقا من وجودي ومتابعتي الدائمة كعضو في المجلس النسائي اللبناني
تتابع السيدة الداوود أننا قمنا بمجموعة ندوات أدبية ,بالإضافة لندوات طبية على المستوى النفسي والمركز الطبي لدينا يقدم خدمات عبر اختصاصات عدة بالإضافة للمختبر ,بكلفة بسيطة وذلك بدعم مباشر من الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود ,والآن نحاول تأمين الخدمات الطبية وخلق فرص عمل للسيدات عبر مصنع الخياطة وغيرها من الأفكار التي نريد العمل عليها في هذا الإطار
فيما يتعلق بالوزيرات الجدد في الحكومة تتابع رئيسة جمعية سيدات راشيا أن هذه الخطوة واعدة والوزيرات على قدر عال من المسؤولية ولكنني أؤمن أن عمل السيدة الأساس يكمن في منزلها كدور أول قبل أي عمل آخر وهذا لا يمنع أن تقوم بأدوار أخرى اذا استطاعت التوفيق بين العمل الإجتماعي والعمل المنزلي , وهنا لا بد من توجيه التحية للسيدات في الجمعية اللواتي بذلن جهودا جبارة أيضا في العمل الدؤوب وفي كل الإستحقاقات التي مضت
فيما يتعلق بأزمة الكورونا تتابع السيدة الداوود أنه وباء يحتاج لحذر لا لخوف وهلع ,وهذا وباء خلق وحضر ولم يأت صدفة والناس تبالغ في ردات الفعل , وكنت أتمنى أن تساعدنا وزارة الصحة لإجراء فحص الكورونا لأن مختبرنا مؤهل بشكل كبير للقيام بهذه التحاليل ,ولكن هذه المرحلة ستمضي ونحن متفائلون بذلك
وفي ما يتعلق بدور وزارة الشؤون الإجتماعية تؤكد الداوود أن خيرات الوزارة تذهب لبعض الجمعيات دون أخرى , ولكن دورها كبير ويراهن عليها لأنها مصغر للدولة وخدماتها ورعايتها اذا ما قررت تأدية واجبها بالشكل الصحيح ,ولكننا بذلنا جهد أن نمول أنفسنا دون الطلب من الوزارة ذلك
تؤكد السيدة الداوود أن المطلوب من الشباب اللبناني الصمود في ظل كثرة المشاكل وتراكمها والحل يجب أن يكون جذريا لا مؤقتا ولكن الشباب قادر على انتاج رؤية سياسية وواقع جديد على شتى الصعد ومحاربة الفساد والفاسدين عملا لا قولا , وذلك بالتخلي عن الإنتماءات الضيقة والإرتباط الطائفي والمذهبي ,ورص الصفوف لأن الهم المعيشي على الجميع بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم , والثورة قادمة بقوة لأن الطبقة الوسطى اضمحلت في الوقت الذي توجد طبقة لا تمتلك غذاء يومها ودواء أهل بيتها وأقل المقومات للاستمار وهذا ما بدأ ينعكس نفسيا بشكل واضح وصريح ,ونحن نحاول أن نستمر في نهج تلبية مطالب الناس ودعم حاجاتهم قدر المستطاع ,والمطلوب اليوم هو تأمين ضمان صحي شامل للمواطن والخدمات الأساسية بالإضافة لضمان الشيخوخة ,فهذه هي أبسط الحقوق البشرية في أي مجتمع من المجتمعات المتطورة التي تقدر قيمة الفرد
تنهي السيدة الداوود مؤكدة أن الأمل موجود ولا ينقطع والوطن يمكن له أن ينهض ,فثمة من لا يزال يحرص على أمن واستقرار البلد , والرهان اليوم وفي الغد على الشباب اللبناني المثقف والواعي والمبدع والذي سينقل البلاد من طور الى طور مهما بلغت التحديات الآنية الصعبة ,متمنين من الحكومة أن تكون على قدر التوقعات ففيها وجوه واعدة وقادرة ومؤهلة ,اذا ما استطاعوا العمل والغاء التراكمات القديمة والبناء مجددا ,فصحيح أن المهمة ليست سهلة ولكننا نمني النفس بالقدر الكبير من الإنجازات وتلافي ما يمكن تلافيه من مشاكل مستقبلية.






