اقلام حرةمقالات

القائد الحقيقي

انظر وشاهد لا يموت البطل على سريره،البطل يُقتل في لحظة مأساوية، الشهم يبقى دائما لوحده ،يقاتل كإله في الميدان .

لا يكون قائداً حقيقياً إن لم تجتمع ضده كل أبالسة المال الحرام وهواة جمع الغنائم بالرصاص او بفعل كلمات التهديد الصادرة بلطف وإطراء وخبث.

انظر وشاهد! لكل أجير مهمة تنتهي مع انتهاء مفاعيل الاحقاد والاكتفاء بالثأر وجمع المال الحرام.

لا يحرّك المرء غير الحقد والثأر او البحث عن اللذات او تجنب الألم كيفما اتفق ويأية وسيلة.

لا تصدّق محركات تشويه البطل الذي مات على الجبهة او في غرفة العمليات !

وحده البطل يتألم ويقاتل و يواجه ويصمد غير آبه بوجع ومترفعاً عن اللذات وهدفه خاليا من آثار اي انتقام شخصي.

انظر وشاهد، كل الذين يعتبرون الصراع مسألة شخصية سقطوا في فخ فكرة وسواسية قهرية لا تهدأ الا إذا مارست العنف ضد أهلها.

القائد الحقيقي لا يترك وصيّة إنّما يترك الناس تكتبها وفق أحلامها وتمنيّاتها ورغباتها واشواقها و حتى وفق انتقامها من الطغاة وثأرها من الاشرار. 

لا يُقتل البطل الا والناس ترى وجهه واضحاً على سطح القمر لا على صخرة ولا في قصر طغاة ،لا يقتل البطل إن لم تختلف الناس حول بقائه حيّاً ليعود فجأة كمخلّص في ساعة الموت الجماعي.

البطل القائد لا تصدق الناس حكاية قتله واعدامه لأن بطلها تجاوز لغز الحياة.

انظر وشاهد،كل الابطال أخوة ولو اختلف الوالدين ولو اختلفت الوان البشرة ولو اختلفت اللغات ولو اختلفت الرايات واحيانا هو القائد نفسه يظهر في كل مكان و زمان،يُقتل ويولد ويعود ليظهر بوجه مختلف إنما باليد السيف نفسه.

كل قادة التاريخ والحاضر والمستقبل قائد واحد ينزع عن روحه سترة الجسد للضرورة ليعود بإسم و وجه رائع جديد.

هو القائد نفسه كان في زمن العبيد و الاشوريين والفراعنةوالاغريق والفرس والروم والعرب و الافرنج ، يظهر ويقاتل ويُقتل ليولد حيث يجب أن يظهر ليعود ليقاتل.

لا يموت البطل الحقيقي إنما يلقى حتفهم كل الذين رضيوا لأنفسهم أدوار الخساسة والخيانة والسجود لغير ربّ يستحق أن يعبد.

قل لي اي رب تعبد واي مال تجمع واي بندقية حملت وبأي قلم كتبت واي رغيف خبز اكلت اقول لك من تكون!

انظر وشاهد لم تنته بعد فصول التاريخ ولم يتوقف الزمان فلكل طاغية بطل يطل كإله ليسقطه في حفرة أعمق من نذالة الغدارين. 

انظر وشاهد!

د.احمد عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى