اقلام حرة

 وقف الرئيس بري قائلا : انا مع الشيخ سعد ظالما ام مظلوما … وتلك مقولة مأخوذة عن الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين حينما وقف في الامم المتحدة قائلا وبلغة عربية واضحة انا مع فلسطين ظالمة ام مظلومة .
المقارنة في حد ذاتها تحمل ابعادها وتنطق بمكوناتها وان كنت لا اعرف ان كان العمق في المبنى يحمل المعنى ذاته ولاني اترك للسياسي ان يوزع رسائله المشفرة في كل اتجاه على طريقة الشعراء ،فهم ينظمون قصائدهم وللقاريء ان يفهم ما يشاء وكل على طريقته .
ان يفهم من تشكيل الحكومة يتطلب طريقة جديدة ومختلفة في التعاطي والاداء فهذا منطقي وان كان لم يبرهن كل من وصل الى السلطة حتى الان بجدية في العمل والتجربة خير دليل .ولكن ان يكون الرئيس الحريري هو من يطلب تأليف حكومة تكنوقراط فيه شيء من الإستغراب لدى المواطنين والمتابعين لانه هو رئيس لتيار سياسي وهو اكثر من غيره التصاقا بالسياسة الخارجية منها بالداخليه وهذا بحد ذاته يوضح اصرار البعض على تسميته والبقاء عليه للاستفادة من هذا الموقع .
لكن ما ليس مفهوما من الشيخ ان يشترط بحيث ما رشح من مصادر بيت الوسط ان يطلب استبعاد ممثلي الأحزاب والقوى السياسية الممثلة في البرلمان وذات الأغلبية وفي الوقت عينه يريد من هذه الأغلبية التصويت على عزلها واستبعادها لصالح رئيس حزب سياسي يمثله هو شخصيا واعطاء الثقة للحكومة العتيدة.
يقول المثل القائل اريد حياته ويريد قتلي …ما هكذا تورد الإبل يا شيخ .

.ان خروج الشيخ سعد من السلطة وهو من كان فيها منذ فترة طويلة أو كان امتدادا للحريرية السياسية التي حكمت وهي بالتالي مسؤولة كغيرها عن الوضع الذي وصل اليه البلد الان وان خروجه و النزول الى الشارع للتناغم مع الحراك حدا بالقوى السياسيه الأخرى إلى اللعب على هذا الوتر ..فبدات التوترات من شارع الى شارع وتفاقم الامر حتى أدى إلى سقوط شهداء على الطرقات وهو ما ينذر اذا ما تفاقم الوضع ما يؤدي الى اتساع الهوة والوصول إلى ما يكون بعيدا عن السيطرة وهو بالتاكيد ليس في مصلحة الاقتصاد المنهار اصلا او اهداف حكومة تكنوقراط او غيرها.

ان العودة إلى الواقعية السياسية بات مطلوبا اكثر من اي وقت مضى والاستعجال في تشكيل حكومة تكنوسياسية بمشاركة ممثلي عن الحراك والبدء في لملمة العجلة الاقتصادية باسرع وقت والبدء في اصلاحات تشريعية وقوانين حديثة لمحاربة الفساد
وان يرأس هذه الحكومة الشيخ سعد الحريري او من ينوب عنه و لكن بمباركته الفعلية لإعادة ترميم ما أمكن من تصدعات احدثها الحراك الذي يسجل له وضع الجميع في الزاوية .
ان الخيارات الاخرى الغير مطروحة حتى الان تذهب بالبلد نحو التصعيد وحكومة اللون الواحد لها مخاطرها اذا ما كان الاستهداف الخارجي مصمما على المضي قدما باجندته السياسية الهادفة إلى ضرب فريقا على الساحة اللبنانية
وهو ما تبدو بشائره من العراق وايران الى لبنان .

رضا سعد -جنيف
كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى