اقلام حرة

لماذا لم ترد أميريكا على الضربة الأيرانية ؟

يخطئ من يظن ان الولايات المتحدة تتصرف بأخلاق وانسانية مع الدول او مع الشعوب ، ومخطئ من يظن ان الولايات المتحدة لا تريد حربا” ولا ضحايا فلم ترد ، لذلك لا داعي للذهاب بعيدا” في البناء على هذا الحدث الأستثنائي ، أما سبب عدم ردها فيعود لعدة أسباب إجتمعت فنتج عنها هذا الموقف ، اما هذه الأسباب فتتلخص بالتالي :
أولا” : الفضيحة الكبيرة للأدارة الأميريكية أمام المجتمعات العالمية بمن فيهم حلفاؤها في حلف الأطلسي والذبن لم يوافقوها على العملية وإن كانوا قد أعلنوا أنهم سيقفون الى جانبها في حال تعرضها لأي إعتداء ، والسبب ان الشهيد سليماني تم إغتياله وهو قادم وبصورة علنية وبناءا” على دعوى رسمية من قبل دولة العراق ، وتم اغتياله في مطار بغداد المدني .
ثانيا” : توزع ما يقارب ٢٥٠ الف جندي في قواعد محيطة بإيران من كل الجوانب وهذه القواعد لا تبعد أكثر من الف كلم مما يضعها بالكامل ضمن مسرح العمليات الخاصة بالصواريخ الأيرانية ، بالتالي لن تخاطر الولايات المتحدة بهذه الأعداد الكبيرة .
ثالثا” : قرب الأنتخابات الأميريكية وبالتالي فإن أي مخاطرة غير مدروسة وغير محسوبة العواقب ومضمونة النتائج ستنعكس سلبا” على ترشيحه لدورة ثانية .
رابعا” : الخوف من تدحرج الأمور في مناطق تواجد القوات الأميريكية وخاصة لناحية مهاجمة هذه القوات من قبل فصائل المقاومة المتواجدة بقوة وبفاعلية ضمن منطقة انتشارها .
خامسا’ : اسرائيل والتي أصبحت الحلقة الأضعف في المنطقة بعد ان كانت تمثل نقطة قوة للأميريكيين ، وبالتالي فإن الخوف عليها من صواريخ المقاومات المنتشرة على كامل مساحة المنطقة ، وباستطاعة هذه المقاومات ان ترسل عشرات الصواريخ وعلى كل المدن في فلسطين المحتلة ، مما سيؤدي الى إمكانية تدمير البنية التحتية لهذه الدولة وبالتالي حصول هجرة جماعية لليهود من فلسطين المحتلة .
كل هذه الأسباب قد إجتمعت لتدعم موقف ترامب في التبخيس من قيمة الضربة الأيرانية والأدعاء بأن الضربة لم تؤدي الى خسائر بشرية ، وهل كان في تاريخ الأميريكي حادثة تفقده قاعدة بالكامل ، بحيث يتم تدميرها بالكامل وهي التي كلفت ما كلفت وفقا” لتصريحات ترامب نفسه والتي طالب بثمنها من الحكومة العراقية مليارات الدولارات ، بالتأكيد لا .
د.عماد عكوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى