اقلام حرةمقالات

ما تعلمته من حياتي .. وما يجهله الاخرون . ونقطة على السطر….. كتبت: سنا فنيش

 

ما تعلمته من حياتي .. وما يجهله الاخرون . ونقطة على السطر…..

كتبت: سنا فنيش

علمتني الحياة ان اكون واضحة مباشرة في تعاملي مع الاشياء اكانت موجودة او مستجدة .
وعلمتني تجربتي في حياة مليئة باقواس قزح بشرية ان كثيرون من الاشخاص يتلونون تبعا لما تمليهم عليهم اهدافهم القريبة والبعيدة.
ولكن ما لم تعلمني اياه الحياة بل ولد معي مذ ولدت ان قوتي وتماسكي وارادتي وثقتي وعنفواني شربته مع حليب امي فكنت انا من تصنع الاشياء ولا قدرة للاخرين على صنعها بي ومن تاثر بالاشياء ولا تتاثر. ومن تعمل بصمت وجهد دون ضوضاء اسير بعين الله دون خوف او وهن. لذا كنت اجسد الانسانية بفعلها وليس بالقول .
بدات مقالتي بهذه العبارات لاضيئ على مساحة يجهلها كثيرون حيث تسير بنا الحياة في زمن متقلب لا يثبت على حال، فمرة نجد أنفسنا في غنى ومرة في فقر ، وتارةً نجد أنفسنا في سعادة وأخرى نجد فيها الحزن وا لألم، فالحياة تمضي ونلتقي بأناس بعضهم من يبقى في حياتنا وآخرين يولون الأدبار.
فالصداقة سمة انسانية مقدسة هناك من يتمسك بها ويبقى وهناك من يفرطـ بها لا ندم عليه من يدرك معنى الصداقة الحقيقية ويعلمون أنها كنز ونعمة من الله، عملة نادرة. لا نجدها هذه الأيام، هؤلاء من يدركون أنهم لا يستطيعون العيش بلا أصدقاء ويلجأون الينا وقت الشدة والبلاء ، ينشدون رفقتنا ومواقفنا الطيبة والإنسانية معهم خاصة عندما تشتد بهم الأزمات، فلا يستطيعون الإبتعاد أو الإستغناء عنا لعطائنا واهتمامنا بهم وللمنفعة والفضيلة التي نقدمها لهم.
ولكن لا يمكن للصداقة الحقيقية والصادقة أن تنجح إلا إذا بُنيت على أساس قوي وثابت عماده اتفاق الضمائر ونظافةة الروح و المحبة والمودة والإحترام والوفاء والحكمة والثقة المتجردة من اي غاية دونية .
فالصداقة الحقيقية ليست تلك التي نمرح ونضحك ونستهلك بها اوقاتنا بل تلك التي اذا نجحنا نجد من يهنئنا ويحفزنا على التقدم دون تحبيط للعزائم او اضمار للحسد والغيرة القاتلة وسوء النية والاغتياب والنميمة .
الصداقة الحقيقية هي التي تعرف الغدر أو الكذب أو الخيانة أو النفاق، ولكننا للأسف نلتقي بأشخاص يتعاملون معنا لأن لهم منافع خاصة حيث تبقى صداقتهم قائمة ومستمرة ما دامت المنافع جارية، واذا انقطعت تلك المنافع، انقطعوا عنا وباتو يتفهون كافاع تنفث سمها نقصا ومرضا نفسيا وسقوطا انسانيا .. فهؤلاء من نطلق عليهم أصدقاء المصلحة لأنهم يتعاملون بأنانية مغلبين ذاتهم على معاني الصداقة والإنسانية، هؤلاء من يجب علينا أن نكون حذرين في اختيارهم أصدقاء لنا، نبحر في أعماقهم لنكتشف حقيقتهم فجواهر الأخلاق لا تكشفها الا المعاشرة وكما يقول ابن المقفع :
صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة. واختم بالقول هناك فرق بين من يستحق الصدقة والشفقة وبين من يستحق صداقتنا بقيم واخلاق ومبادئ لاتعرف البيع والشراء ولا الاستسلام لصغائر الحياة واغراءاتها الواهية والخادعة .
نعم علمتني الحياة وعلمتني نفسي ان الفرق بين الحديد والذهب هو الجوهر فحبذا لو احتفظنا بجوهرنا ….. ولا اسف على حديد مصيره الصدئ والاهتراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى