مقالات

سراديب الظلام

في شهر الرحمة ،،،،،،الحكم بالإعدام على الشيخ عبد الرحيم عبد الجليل

 بين جدران السجون الكثير من قصص القابعين داخلها، دون إجراء محاكمات عادلة تبين أسباب احتجازهم الحقيقية، ومن هذه القصص، قصة معتقل مسن يقترب عمره من العقد الثامن، دون مراعاة لسنه أو الأخذ في الاعتبار سيرته الطيبة وحفظه للقرآن الكريم.

هذا المسن، هو الشيخ عبد الرحيم عبد الحليم جبريل القابع في السجون المصرية منذ 5 سنوات، حيث يواجه حكماً بالإعدام على خلفية أحداث كرداسة، التي تعود لشهر سبتمبر/ أيلول 2013، الشيخ الفاضل من مواليد العام 1940، وأتم حفظ القرآن الكريم بأحد الكتاتيب في عمر 8 سنوات كما علم القرآن لأجيال كثيرة ورغم أنه لم يتم تعليمه لكنه يقرأ ويكتب ويتمتع بشهرة انه أفضل خطاط عربي، شارك الشيخ في حرب اليمن وحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973.

بينما اختفى حكم الإعدام من أغلب الدول حول العالم، لكن تظل بعض الدول العربية متمسكة فيه، لماذا؟ هل يشكل المسنون خطراً على الأمن القومي لأي دولة؟

قال تبارك وتعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)، هذا الرجل عاش حياته للقرآن الكريم معلماً ومحفظاً، خادماً لدينه الإسلامي، وهنا يجب أن نلتفت إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي الاعتراض، والنقض والاستئناف، لماذا تم رفض هذا كله وفي الشهر الكريم، شهر الرحمة؟

في محكمة النقض كانت الفاجعة عندما ضربت بالشهادة الموثقة عرض الحائط وأيدت الإعدام للشيخ، بعد خمس سنوات من جلسات ومحاكمات لشيخ مُسن وبعد حكم الإعدام والنقض ورفضه تم تأييده بما يعكس الفجور في الخصومة السياسية والتي لم تفرق بين المسنين والنساء والأطفال في ظل تواصل الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري لكل الفئات ليبقى السؤال إلي متي تزهق الأرواح ظلماً ولا يحرك ضمير العالم الإنساني ساكناً، لكن في النهاية لا يسعنا القول إلا (حسبنا الله ونعم الوكيل).

عبدالعزيز_بدر_القطان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى