أقتصاد

الهلال الخصيب

 

الهلال الخصيب

هو مصطلح جغرافي أطلقه أحد علماء الأثار على حوض نهري دجلة والفرات ، والجزء الساحلي من بلاد الشام . هذه المنطقة كانت شهدت ولادة حضارات مهمة عبر التاريخ أبتداءا” من العصر الحجري الى العصر البرونزي ومنها ألى بداية نشوء الممالك والدول سواء في منطقة الرافدين ، غرب الشام ، وشمال جزيرة الفرات  .

يتم أستخام هذا المصطلح عادة في الدراسات الأثرية ، إلا أن له استخدام سياسي أيضاً ، حيث تم أستدامه من قبل أحزاب قومية لأثبات وحدة هذه المنطقة جغرافيا” ، ووحدتها على مستوى العلاقات الأجتماعية والتقاليد. أطلق على هذه المنطقة هذه التسمية تميزًا لها كمنطقة “سامية اللغة” عن منطقة شبه الجزيرة الكبرى شرق البحر الأحمر “سامية اللغة” أيضًا؛ ولكونها منطقة غنية بالمياه وتمتاز تربتها بالخصوبة التي تسمح بالزراعة فيها بسهولة ، مما سهل الزراعة فيها ابتداءً من الزراعة البعلية .

يتكوّن الهلال الخصيب اليوم من خمس دول عربيّة، بالإضافة إلى الأجزاء التي احتلها الكيان الصهيوني من فلسطين، فيبدأ هذه الهلال من المناطق الشماليّة وهي بلاد العراق والتي عُرفت ببلاد الرافدين، وتقدر مساحتها بـ 438,317 كيلو متر مربع، وتتخذ من بغداد عاصمةً لها، والبلاد السوريّة، والتي تصل مساحتها إلى 185180 كيلو متر مربع، وتُعتبر دمشق عاصمةً لها، وحلب هي أكبر المدن فيها من حيث المساحة، والدولة اللبنانيّة، وتمتلك مساحة 10,452 كيلو متر مربع، وعاصمتها بيروت وهي أكبر مدنها، والدولة الأردنيّة التي مساحتها 89،287 كيلو متر مربع، وعاصمتها عمّان وهي أكبر مدنها، وفلسطين والكيان الصهيونيّ بمساحة إجماليّة تقدر بـ 26,990 كيلو متر مربع وبذلك يبلغ المجموع الأجمالي لمساحة هذا الهلال نظريا” 750،226 كلم مربع اليوم ، وبدون فلسطين المحتلة حوالي 723،236 كلم مربع .

لأنشاء هكذا تكتل يجب أن يتمتع هذا التكتل بمقومات أساسية منها مقومات سياسية ، مقومات أقتصادية ، ومقومات أجتماعية .

المقومات السياسية:

في الماضي لم تكن دمشق عاصمة إقليم جغرافي ضيق بقدر ما كانت عاصمة للإمبراطورية الأموية ، كما لم تكن بغداد عاصمة أقليم بقدر ما كانت عاصمة للإمبراطورية العباسية ، وكون هذه الأقاليم عبر التاريخ كانت لصيقة لبعضها ، وكون هذه الأنظمة بمعظمها اليوم هي أنظمة ديمقراطية ألى حد معين وتقوم على الأنتخابات في تكوين السلطات التنفيذية فبالتالي أن أمر أعادة تكوين هذا المشرق ولو أقتصاديا” في المرحلة الأولى أمر سهل وممكن .

مقومات أجتماعية:

أن معظم مكونات هذه المنطقة وأن أختلفت في بعض العقائد ألا أنها تحمل نفس العادات والتقاليد الأجتماعية تقريبا” وهي تحمل هذه السمات منذ قرون ، لذلك فأن التعايش بين هذه المجموعات السكانية كان سهل عبر التاريخ والتعايش بين بعضها كان ضمن القرية الواحدة في العديد من الدول المكونة لهذه المنطقة .

 

 

مقومات أقتصادية:

تملك هذه المنطقة مقومات أقتصادية مهمة وعلى كل الصعد ومنها :

الدولة/المادة النفط م برميل الغاز م متر 3 القمح م طن القطن الف طن فوسفات م طن
العراق 74.530 6.400.000 3.2 84 10000
سوريا 1.130 240.000 1.2 220 7100
الأردن 0 230.000 0.12 0 12000
لبنان 1.520 750.000 0.14 0 0
المجموع 77.180 7.620.000 4.66 304 29100

هذه المقومات الأساسية تمنح هذه المنطقة حوافز مهمة للأنطلاق في عملية التنمية الشاملة والسريعة .

المستقبل السياسي والأقتصادي:

أنطلاقا” من هذه الوقائع يبدوا جليا” أهمية المضي في تشكيل هذا التكتل الذي يمكن أن يؤدي الى تطوير المنطقة بشكل كبير كما يمكن أن يؤدي ألى تأمين الحماية السياسية بشكل أكبر ، فالقوة الأقتصادية وحدها من يمكن أن يؤمن الأستقرار وبالتالي الحماية الأمنية والعسكرية ، لكن تبقى جرأة المسؤولين في هذه الدول والترفع عن مصالحهم الشخصية لبناء المستقبل الأفضل للمنطقة ولشعب المنطقة .

د عماد عكوش

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى