
الأصدقاء والأحبّة،
كما تعوّدنا دوماً ان نوافيكم بآخر المستجدّات السياسية والإقتصادية والمالية والصحية والمعيشية وما الى ذلك، لقد كان لي هذا اليوم اتصال مُطوّل مع الإعلامي في جريدة الجمهورية الصديق جوني منيّر الذي استوقفتني مُؤخّراً إحدى إطلالاته التلفزيونية التي ظهر لي من خلالها انه يتوجّس كثيراً من إستحقاقات الشهر القادم – اي شهر ايار- وعلى كل المستويات.
فالدعم عن السلع الأساسية سيُرفع حتماً والناس غير قادرة على التحمّل، والغلاء اصلاً قاتل فكيف سيكون حال الناس بعد المزيد من إرتفاع الأسعار وماذا عن المحروقات والكهرباء والدواء وربطة الخبز ؟!
لا خطة بديلة ولا بطاقات تموينية او تمويلية … والكل يتقاذفون “كرة النار” كالعادة طبعاً منذ اكثر من سنة ونصف، والكل يتركون هذا الشعب المسكين لقدره المحتوم بحيث تنتظره الأيام السوداء والقحط والعذاب بما جنت اياديهم الضالة المُجرمة على كل المستويات!
المبادرة الفرنسية سقطت ولم نعد نسمع عنها سوى بعض التهويل ببعض العقوبات التي لن تحصل!
الروسي همّه مصالحه في سوريا ولو ان روسيا إلتقت بعض الوفود والمسؤولين اللبنانيين، فهي لا تملك القدرة على المُبادرة في الأرض اللبنانية التي هي ساحة اميركا اولاً واخيراً!
الأميركي ب لسان “هِيله” قال هلا بالإنهيار وطار ؟!واضاف دبّروا اموركم ولا تنتظروا المفاوضات الأميركية- الإيرانية فهي قد تطول وتمتدّ لأشهر وانتم امامكم ايام صعبة لا تزيد عن بضعة اسابيع او شهر او شهرين قبل الإرتطام ، فتحرّكوا ووضع خطوطه الحمراء التي لن يقبل الأميركي المساس بها وهي : مصرف لبنان ومؤسسة الجيش!
واما المسؤولون في لبنان فهم في حالة غيبوبة كاملة وفي حالة نُكران للواقع المرير ويتمسّكون بأوراقهم : فهذا يعطّل ذاك… وهذا يطير على سجّادته من بلد الى آخر ويعود الينا
ك سندباد، وهذا يتمترس وراء اثلاث واخماس مُعطّلة للتأليف والتشكيل ويحاول ان يحفظ حصّته في إنتخابات جمهورية مُدمّرَة “قادمة” قد لا تحصل ابداً ابداً ، لأن البلد مُقدم على الفوضى بإعتراف معظم العارفين ….دون ان ننسى باقي اصحاب المقامات والمعالي والمواقع الرفيعة الذي كان لهم اكبر المناصب والحصص في الحكم طيلة الفترات الماضية والذين يحذروننا اليوم من “ثورة جياع” ومِن مَن على مَن ؟! او من يدعون الجيش الذي جوّعوه واذلّوه للإمساك بالأمور بعد فوات الأوان وبعد فناء البصرة ؟!
ولا من يسأل ابداً عن مستقبل هذا الشعب وهذا الوطن …
ولذلك سأترككم مع التسجيل الصوتي للصديق جوني منيّر، واتمنى ان لا تفهموا منّا اننا نبثّ الأجواء السوداوية، ولكنه الواقع المرير ونحن تعوّدنا على الصراحة المُطلقة وإن كانت مريرة جداً على كل الشرفاء وعلى من يخافون على مُستقبل هذا الوطن واهله.
https://youtu.be/1JwMB8i-U20
د طلال حمود-
مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود