
ما صرح به توم براك هو كافي لتعرف الدولة اللبنانية التي تتبنى المطلب الأميركي الإسرائيلي أن الأنبطاح أمامهم سوف يجلب المزيد من الأهانة للدولة التي لا تتجرأ على رفض القرار الذي هو لمصلحة إسرائيل فقط ويجرد لبنان قوته العسكرية
ليستكمل مشهد العهر الدبلوماسي بما قالته مارتن أورتيغوس خلال إجتماع لجنة مراقبة وتنفيذ وقف إطلاق النار إلى أن غارات الجيش الإسرائيلي على لبنان وجنوب نهر الليطاني لن تتوقف والسبب تأخر الجيش اللبناني في العمل على تفكيك مواقع حزب الله ،وهنا تُحَمل الدولة والجيش مسؤولية التأخير وتضعهم في مواجهة المقاومة
وكلامها بهذه الطريقة يعتبر ضوء أخضر للعدو لمزيد من الإجرام والقتل رغم التزام الحزب بالإتفاق وعدم خرقه مطلقا”،وهذا أكبر دليل على أن الإدارة الأميركية لم تعد تمارس الخداع الدبلوماسي إنما خلعت كل القيم عنها وبدأت تمارس العهر العلني والتحريضي بمواجهة المقاومة وبيئتها.
ولكن لهذه الوقاحة الأميركية سببين لتتحدث بهذا الأسلوب.
الأول هو أنبطاح وانصياع الدولة أمامها وعدم مواجهتها.
والثاني هو تبني حزب القوات اللبنانية وبعض الأبواق الإعلامية الحملة الصهيواميركية على المقاومة حتى وصلت بالبعض الوقاحة والعمالة بأن يتحدث في مجالسه الخاصة عن تمنياته بعودة إسرائيل لإحتلال ((بيروت ))
لا يستغرب أحد الموضوع فالخطورة تكمن في هذا الطرح الكبير من بعض اللبنانيين الذين يريدون من إسرائيل أحتلال لبنان.
عندما نقول بأننا مع المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي يكون ذلك خيار وطني وعقيدة الإنتماء للأرض دفاعا” عنها بوجه المحتل الغاصب الذي يطمح بالسيطرة على المزيد من الأراضي وحتى الدول التي هي جغرافيا” على حدود فلسطين المحتلة، ولكن العقبة الأساسية هي لبنان ومقاومته التي هزمت هذا العدو مرتين ونحن اليوم في أشرس حرب معها
ولكن اليوم شكل المواجهة مختلف كليا” ففي موازاة الحرب العسكرية يعمل العدو على حرب داخلية من خلال سياسيين وإعلاميين ومحللين يهيؤون ذلك عبر هذه الأبواق الرخيصة لخلق حالة من الأعتراض الداخلي على عمل المقاومة وبدأنا أيضا” نسمع ذلك في بعض المجالس الشعبية في بعض القرى وصلت بهم النذالة إلى الحديث فيما بينهم عن ضرورة التخلص من حزب الله وسلاحه
هذا الأمر ليس وليد صدفة نتيجة الحرب الدائرة إنما هو نتاج عمل أستخباراتي طويل يقوم به العدو عبر بعض السياسيين والإعلاميين وأبواق الفتنة الداخلية
من هنا نرى خطورة التساهل مع هؤلاء وبعض الجمعيات والمؤسسات الأجنبية العاملة في لبنان
والأخطر هو هذا التخاذل والأصوات التي تعارض فكرة المقاومة في مواجهة العدو
والأخطر الذين يتكلمون عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي عن السلام والمحبة ومعارضتهم لسلاح شريف يواجه العدو في ظل غياب تام للقضاء بمحاسبتهم.
نحن اليوم في أخطر مرحلة نواجهها وبدأ جزء من اللبنانيين يساهم بتنفيذ مخطط العدو الجديد
هذه الحملة بوجه المقاومة وبيئتها والتي يتحمل المسؤولية الأكبر فيها رئيس الحكومة نواف سلام عندما يساهم ببعض القرارات التي تعتبر أستفزارا” لمشاعر مَن يؤيد حزب الله وتضحيات شهداءه وأخرها القرار بمنع إضاءة مِعلَم بصورة سماحة السيد نصرالله
هنا يجب أن نحذر نواف سلام من مغبة الضغط أكثر على فريق قدم الكثير من الدماء لأجل لبنان
فسماحة السيد نصرالله ليس صورة تضاء على صخرة بل هو بالنسبة لنا هو(( كرامة لبنان وإمام أمة))
احذروا من الفتنة و لا تكونوا وقودا” تشعلون فيها لبنان بهذه الأفكار التي يريد منها العدو حربا” أهلية داخلية لتنفيذ ما عجز عنه بالحرب العسكرية بفضل مقاومة تؤمن بسلامة الأرض وتمنع العدو من تنفيذ ما يطمح به
نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.