صحة

بريطانيا تحذر من انتشار أمراض جديدة بسبب التغير المناخي!

قالت رئيسة وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، جيني هاريز، إنَّ ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى تفشي أمراض جديدة في بريطانيا، لكنها أشارت إلى أن التقدم في العلوم الوراثية سيكتشفها في وقت مبكر، وأوضحت أن مرض الإنفلونزا لا يزال يتصدر قائمة المخاطر، وأن الأرواح ستكون في خطر في حال عدم التحرك. 

هاريز لفتت إلى أنَّ الطقس الحار، وزيادة الأمطار الغزيرة والمستنقعات، يُغيِّر من طبيعة الحياة البرية، ما يترتب عليه المزيد من الأخطار الصحية، وقالت إذا “نظرت إلى درجات الحرارة الزائدة التي نشهدها في أوروبا في الوقت الحالي فسنجد بيئة مخاطر متغيرة تماماً”، وفقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، السبت 22 يوليو/تموز 2023. 

ذكرت هاريز أنه في فرنسا -على سبيل المثال- ظهرت حالات حمى الضنك التي ينقلها البعوض، لكن لم تظهر حالات حتى الآن في بريطانيا، إلا أنه مع ارتفاع درجات الحرارة “بدأنا بالتأكيد نشهد دخول بعض أنواع البعوض من حين لآخر، ولن نتمكن من إيقاف بعض هذه الأشياء تماماً، فنحن لا نستطيع إيقاف دخول البعوض”.

يتمثل دور هاريز في وكالة الأمن الصحي في العمل على اختبار استراتيجيات لرصد التهديدات الصحية الخطيرة المرتقبة، ويتضمن ذلك خطة لوضع التسلسل الجيني لعينات المرضى، في محاولة لاكتشاف المرض المجهول القادم، أو “المرض X” بسرعة أكبر، في عملية معروفة باسم “الميتاجينومية”. 

وفقاً للصحيفة البريطانية، تسمح “الميتاجينومية” باختبار العينات، بحثاً عن وجود أي عامل مُمْرِض، وبتطبيقها على مجموعة من العينات المأخوذة من المرضى في بؤرة تفشي المرض، يمكن مراقبة كيف تتغير الجينات وما إذا كان هناك نوع جديد خطير سيظهر.

توضح هاريز أن “الميتاجينومية” هي “طريقة للبحث عن المرض X. فهي بمثابة نظام إشارات عالي التقنية؛ لذا حتى لو لم نتمكن من منع تفشي مرض ما، ما يمكننا فعله هو رصد هذه الإشارة مبكراً”.

تشمل الأمثلة على التهديدات الصحية الأخرى ظهور فيروس غرب النيل في الولايات المتحدة، وخطر انتشار جائحة إنفلونزا أخرى، والذي يمكن أن يزداد احتمالاً مع نزوح الحيوانات وإجبارها على الاتصال الوثيق مع البشر.

تنوه الصحيفة البريطانية إلى أن ذوبان الجليد في الأجزاء الأكثر برودة من العالم، أدى إلى هجرات مُربِكة للطيور، ما يعني أنَّ حالات إنفلونزا الطيور توقفت عن كونها موسمية، وصارت راسخة مع قطعان الطيور على مدار العام.

تقول هاريز إنه “لا يمكننا التنبؤ بدقة بموعد وصول جائحة الإنفلونزا القادم، لكن يمكننا تأكيد تفشي واحدة. كانت الإنفلونزا ولا تزال على رأس سجل المخاطر الوطني. وإذا لم نبقَ في الطليعة ونفكر في كيفية الاستعداد مسبقاً، فمن الواضح أننا سنعرّض أرواحاً للخطر”.

لكنها أوضحت أن هنالك فرصة الآن لتجنب أية إغلاقات مرتبطة بالأوبئة، من خلال وضع خطط لتحسين المراقبة الجينية ومشاركة البيانات والشبكات لتسريع تطوير اللقاحات والفحوصات والعلاج.

أكدت هاريز أيضاً أنه “لدى بريطانيا مخزون من أدوات الحماية الصحية الجديدة، الذي أعتقد أنه لم يكن لدينا من قبل”، وقالت أيضاً: “لا ينبغي أن يصاب الناس بالاكتئاب الشديد، بل يجب أن نتحمس بشأن التطورات العلمية الموجودة”.

ويشهد العالم موجات حر قياسية تؤدي إلى إصابة كثيرين بالأمراض، فضلاً عن أن ظروف التغير المناخي تؤدي إلى كوارث طبيعية، مثل الفيضانات والأعاصير المدمرة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق