
في يومٍ مباركٍ كعيدُ الامهاتِ و للاسف ننعي اليكم بلدنا لبنان الذي كتب علينا بهِ انْ نغوصَ في بحارِ الموتِ بحثاً عن ابسطِ حقوقِنا و ان نذرفَ بدلَ الدموع الدماء لكي نطيبَ خاطر ارحامٍ طاهرةٍ انجبتْ شباباً يائساً في بلدِ العجائبِ و ان نطلبَ العفو و المغفرة لارحام انجبت لنا ارذال السياسيين في بلدٍ انعدمتْ فيهِ السياسة٠ من الإنسانية فأصبحوا سلاطين مسلطين على رقابِ العبيد و عبيدا لأطماعهم و أهوائهم و كتبَ اللهُ عليهم ان يمدهم في طغيانهمْ فيعمهون.
….ان قمنا بدراسةِ تاريخنا جيداً و قرأنا الأساطير بحقنا فلقد قيل عنا اننا شعب أشبه بطائر الفينيق ينبثق كاليث الكاسر إلى رغد الحياة بعد ان طحنت عظامه من سقم سياسييه و فسادهم.
لماذا لا نعلمَ قيمة أنفسنا جيدا فنحنُ الشعب الفذ المعطاء الذي رفعَ اسمُ لبنانه في أسقاعِ الأرضِ و سجل الإنتصارات في مجالات العالم المختلفة لا بد لنا و ان ننهض في بلد كتب عليه المرض فقد كتب علينا ان نعود لبناء ما دمرته سهولة سياسيينا بصعوبة و لكن بوحدتنا و تضافر جهودنا نستطيع النهوض من تحت الركام و ما اجمل روائعنا الأدبية التي تقول في الإتحاد قوة.
و علينا ان نعلمَ جيداً أن النهوض في هذا البلد يتطلب عقلا راجحا متعنتا على أزلام السلطة و عينا ثاقبة كالصقر تميز بين الحق و الباطل فهذا البلد الصغير ارسى على شواطئه الفينيقية التاريخية صلبا طاهرا و عمامة سوداء فكان عزيزها فأجلت بطلتها البهية و طلعتها النقية على غمة السياسة و الفساد فكان مثالا للتواضع و التعفف و الطهر كجده علي ابن ابي طالب الذي قال يا ايتها الصفراء و البيضاء لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيك.
ففي بلد نتميز به بحرية المعتقد و التعبير و يتميز شعبه بالذكاء و الحنكة و بعد النظر الا يجب ان لا تسيطر على عيوننا جهالة و حقد الجاهلية الا يجب ان نترفع عن تفاهة حكامنا و نجلس في خلوة تأمل و تفكر و نقرأ ما بين سطور شفاه هذا الرجل و نحكم على كلماته بالحق او الباطل.
الا يجب علينا و بغض النظر عن راينا السياسي و عن تحاليل كذابينا من السياسيين الذين سقطوا اخلاقيا في جميع ممارساتهم و رهاناتهم ان نقوم بمحاولة الإستعلاء على الإستكبارِ الذي لف رسنه على رقاب سياسيينا و عدم الخضوع و التوجه للحلول البديلة للنهوض و كسر اغلال الاستقواء علينا و عدم الخوف في بلد أصبحت فيه غصة القبر على شعب ميت اصلا لا شيء.
….بعد كل سقوط هناك وقفة عز و بعد كل سحابة سوداء هناك بارقة أمل فلنتوحد و لننبذ الطغيان و العدوان فنحن الشعب الذي استطاع بوحدته ان يهزم سلاطين الذل و القضاء على اكبر غدة سرطانية قامت بمحاربته و هزيمتها أفلن نستطيع بوحدتنا ان ننهض في هذا البلد و في رؤيتنا ان نميز الحق من رجالنا و نذل مذلينا و سارقينا و ان نجعلهم في مزبلة التاريخ ؟
فلنصبر على الضيم كما قال عزيز لبنان فسيوفى الصابرون اجرهم…
الإعلامية أمل حمدان






