اقلام حرةمقالات

اختبار لتقييم الذات عند المحن.

ذاك الذي يحكيك عن الحياد في حرب بين العدو الاصيل والفدائيين قد اختار دعم العدو الأصيل سرّاً و ذاك الذي يعاتبك ويلومك وانت تحت الركام و وسط الخراب لا يمارس النقد البناء إنما يبرّر جريمة اعدامك.

انت الذي ترى المذبحة الكبرى في فلسطين اولا وفي لبنان ثانياً و تحكينا عن بناء الدولة على الأقلّ عبّد الطريق بالزفت و أشعل النور في الساحات كي تشمت بسرور لمرور موكب جنازتنا.

لا تندم على اي موقف الزمتك فيه كرامتك واجبرك فيه كبريائك وحرّضك عليه شرفك في حياتك لأنّك ستحافظ بقوة على نضارة وجه منير أمام كل مرآة تحاول أن تشوّه وجهك بينما الذين رضوا بالذلّ من اجل حفنة من الدولارات و وعد.بمنصب تافه ومهما مارسوا فنّ التجميل فإن الآخرين لن يرونهم الا قردة وخنازير وخونة.

هل تسأل كيف يعرف المرء مدى وآفاق الوعي؟

لا عتب،

يقاس طول وعرض وحجم وعيك بالمسافة التي ابتعدت فيها غاضباً عن قطيعك لحظة مارس قطيعك الظلم ضد نفسه وضد الآخرين انما يقاس ايضاً بقوة اندماجك بأهلك كمعين وكفدائي وكمقاوم ساعة شنّ الاعداء الغزاة الحرب على اهلك وناسك و بلادك .

أسهل الامور ان تنكر مبادؤك واصدقاؤك و ان تصبغ شعرك وان تغير لهجتك وان تبدل اسمك عند الانكسار بحجة ضرورة العيش ولو تحت الاقدام وأصعب الامور إلى حد المستحيل ان تصمد في المحن وان تواجه الصعاب وان تضمد جراح الاخوة والرفاق لينهضوا من جديد.

لا يشبه الفدائي ايّ منافق مهما بدت حجّة الكاذب كحقيقة فالفدائي هو ذاك الذي يعرف ويحدد فوراً موقعه ضد الأعداء حتى لو اضطرّ لممارسة التقية الامنية وحتى لو اجبر على الاستتار بالمألوف كي يشتدّ عوده.

ان تنجح في اختبار الوعي ليس عليك أن تكون الا حيث يرتاح ضميرك.

ليس المطلوب اليوم غير الانحناء للعاصفة العالمية غير الاخلاقية لأن الانكسار ليس غير شظايا هزيمة عالمية غير انسانية .

المطلوب اليوم هو الصمود لا الاستسلام فإن كان الدرب نزولاً فغدا صعوداً هكذا علمنا التاريخ وهكذا تقول التجربة وهذا ما تمليه علينا قناعاتنا.

هذا هو الفرق بينك وبين من فقدوا البصر والبصيرة وتاهوا يحملون خنجراً لطعنك لأنك لم تمت ما يكفي كي تموت.

كلما متّ طلبوا منك أن تموت بعد واكثر.

لا تمت!

ابق هنا!

صبرا صبرا،صبر ساعة لا أكثر ونعود.

من هنا ومن تحت شجرة كينا محررة في حديقة الصنائع وجالسا على تنكة تاترا صدئة ومطعوجة ومحروقة اكتب “أليس الفجر بقريب”

والله اعلم.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى