اقلام حرةمقالات

الثروة تقود الثورة

الثروة تقود الثورة
 انتجت هوليوود في الثمانينات فيلما اسمه المستنسخ يحكي قصة رجل قرر ان ينتج عدة نسخ من شخصيته وصل عددها الى سبعة وكانت كل نسخة بديلة اقل جودة من الاصلية الى ان اتت النسخة السابعة متسمة بالغباء الكلي وهكذا يبدو الأمر في النسخة الثالثة من رفيق الحريري علما ان النسخة الأولى وان كانت طبيعية فهي لم تكن تتميز سوى بجودة التصنيع وقد أتقن صناعها في تلقينها دورها وهم المتخصصون في صناعة الازمات وأبتكار شخصيات وهمية وتقديمها على انها صاحبة الحلول السحرية لهذه الأزمة وبهذا تسهل مهمتها في اكتساب الثقة مما يمكنها من تحقيق مهمتها على أكمل وجه وهكذا تم وضع لبنان المريض على طاولة الطبيب المزيف رفيق الحريري فأجرى له عمليات تجميل حسنت من مظهره الخارجي ولكنه اكتشف مؤخرا ان اعضاءه الداخلية قد نزعت منه وتم بيعها في سوق بيع الاعضاء ولأنه لم يستكمل مهمته
ربما لأن ضميره قد استفاق في مرحلة ما ورفض القيام بالعملية الأخيرة المتمثلة في اقتلاع قلب المريض النابض الا وهو سلاح المقاومة تم التخلص منه علهم يحققون بقتله ما فشل بتحقيقه في حياته
ثم جاءت النسخة الثانية أقل جودة ربما لأنها لم تكن خضعت لذات التدريب الاستخباري فلم ينجح سعد في ترك بصمة شخصية له على مسرح الحياة السياسية واكتفى بالتحاف عباءة والده والمتاجرة بدمه كوسيلة للبقاء في السلطة وبسبب انعدام كفاءته وفشله في تحقيق المطلوب منه بل وحالة النسيان التي كان يصاب بها على المسرح فينسى السيناريو الذي لقنه اياه المخرج ويخرج عن النص المكتوب ويتقمص شخصية الزعيم الحقيقي فقد تعرض للكثير من المطبات التي كادت تقضي على مستقبله في الحكم
ولكنه كان في كل مرة يعود لعدم وجود البديل المهيء للقيام بالدور كما ونزولا عند رغبة الجماهير التي اصبح بعفويته نجم شباكها ولكن ومع انخفاض الايرادات وكثرة السقطات فقد انفض الجمهور من حوله وبات يقابله بصفارات الاستهجان فقد قرر اعتزال المسرح مؤقتا على ان يعود لاحقا محمولا على الاكتاف
بعد فشل البديل ولكن النجاح غير المتوقع للمسرحية الجديدة المكتوبة بنص احترافي وبطولة حسان فقد لاقت استحسان الجماهير التي باتت نهتف بأسم البطل الجديد لدرجة باتت تضحك على سذاجتها من اضاعتها الوقت فيما مضى بمشاهدة ممثل هزلي كاريكاتوري يؤدي دور البطولة في مسرحية تراجيدية فأدرك سعد ان نجمه في طريقه الى الأفول النهائي وفجاءة وقبل ان ينهي البطل المعزول حياته الفنية بطلقة في الرأس او بجرعة زائدة تنهي اسطورة العائلة الروتشيلدية
خرج من خلف الستارة ممثل من خارج الوسط مطلقا حملة دعائية لمسرحية جديدة بعنوان الفارس المنقذ للبنان للكاتب جيري ماهر وسيناريو وحوار بسام الحلبي واخراج اشرف ريفي
انتاج الشركة السعودية لصناعة الفتن ولأن النسخة الثالثة عادة ما تكون الأقل جودة فقد ظهر هذا الأمر جليا من خلال حضور هذا الفارس المغمور ممتطيا حصان الثورة الأعرج واضعا الثروة في خدمة الثورة من خلال البيان الثوري رقم (1) الذي يعتبر بمثابة ورقة نعوة لحلمه قبل ان يبدأ بما حمله من شعارات جوفاء ووعود خرافية وطموحات لم يتمكن من تحقيقها اعتى القوى العسكرية والسياسية ليأتي هذا الفتى المدلل ليلعب دور شمشون المجنون ويتوعد سلاح حزب الله كما ومعلنا مواجهته كل اركان الدولة العميقة دفعة واحدة متسلحا بجيش من نخبة المستشارين العلمانيين الوطنيين اصحاب الكاريزما الشعبية الطاغية من امثال جيري ماهر وبسام الحلبي وأشرف ريفي
وبالتالي فأننا لا نستبعد ان يكون جنرالات جيشه هم بلال دقماق ومحمد سلام ومعين المرعبي وان يحرر القادة المعتقلين في سجون النظام لضمهم لجيشه الوطني من امثال احمد الأسير وعمر بكري فستق والأخوين حجيري وان يصدر عفوا عن شادي المولوي وفضل شاكر ليكونوا من ضمن فريقه الوزاري الذي سيساهم في نزع سلاح المقاومة وقطع رأس أخيه سعد وتقديمه له على طبق من فضة عربون ولاء وانتماء كما فعل البرامكة بالأمين خليفة هارون الرشيد وقدموا رأسه الى اخيه المأمون
هذه التوليفة التي قدمها لنا اليوم بهاء الحريري هي بغاء سياسي
وتكملة لسلسلة اغتصاب السلطة بالمال والعصبية المذهبية وتكريس لفكر الوراثة السياسية المستمد من الأرث الأموي العباسي ولكن بهاء الحريري وأن ارتدى الثوب الفينيقي الموشح بالعلم اللبناني فقد ظلت اللهجة البدوية القبلية ظاهرة في حروف بيانه والذي جاء اشبه ببيان استقالة اخيه سعد من بلاط الرياض ومكتوب بذات اليد بل بذات القلم والحبر وهو وأن ابتدأه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو لا يعدو عن كونه ايات شيطانية لن تفلح تلاوتها سوى باعادة بث الروح في جسد سعد المتهالك وتمنحه قوة دافعة لمقاومة الموت على يد شقيقه وستحفزه لخوض معركة صراع على السلطة الضائعة اصلا وستكون معركتهما خارج الملعب وبدون جمهور ونتيجتها خسارة الفريقين وكتابة نهاية تاريخ الحقبة الحريرية .
مصيبة كبرى يا بهاء ان يجتمع البغاء مع الغباء في رجل واحد .

المستشار قاسم حدرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى