كفركلا تلك القرية العابقة برائحة المجد الزكية التي تشهد عليها سهول فلسطين وشجر الزيتون الضارب بأصله في اعماق التاريخ
كل يوم في كفركلا يرسم يوم مجيد وفي بيوتها حكايات من العز لا تنتهي من الحديث
فيها يتوقف الزمن وتشرق الشمس من أبطال سكنوا فيها وسطروا أجمل البطولات فكانت كفركلا أيقونة المقاومة والصمود وبوابة المجد للتحرير
كفركلا التي تستريح على كتف سهل فلسطين هي عروسة الجنوب فمعنى كفركلا سرياني
وكلمة كفر تعني القرية،و(كلا) تعني العروس ولغاية يومنا هذا
كفركلا تثبت بإنها عروس الجنوب
جولتي اليوم كانت في كفركلا القرية التي أحببتها ليس لأنها فقط عروس الجنوب فهذه القرية لها تاريخ مشرف واصدقاء لن ننساهم ما دمنا في هذا الوجود
عندما دخلت كفركلا وشاهدت الدمار لم أحزن على منازل دمرت فأبناء هذه القرية كما كل قرية في الجنوب سينتفضون كطائر الفينيق وستعود بأجمل مما كانت ولكني حزنت على أصدقاء فيها أصبحوا شهداء ولكن عزائي أن دمائهم على طريق القدس زاد من هذه القرية مجدا” وأباء
كفركلا تخطت قصص الف ليلة وليلة الخيالية وفي سجلها آلاف القصص من المجد والتضحية والمقاومة في مواجهة العدو، فهي جارة فلسطين والله اوصى بالجيران فكيف إذا كان الجار مظلوما” من هنا بدأت قصة النضال
فلسطين التي تقع على حدود كفركلا الشمالية وباتت تعرف بوابة فاطمة وبسبب موقعها الجغرافي كانت كفركلا بوابة التضحيات وقدمت القرابين فداء لنهجها المقاوم ولهذه القرية محطات تاريخية في صراعها مع العدو الصهيوني الغاصب
تاريخ كفركلا النضالي ضد العدو الإسرائيلي حافل بالأحداث بدأت عام 1970 مع جبهة التحرير العربية وقد ضمت شبابا” وشابات من البلدة كانوا يدخلون إلى فلسطين المحتلة لينفذوا عملياتهم ضد الكيان ويعودون إلى بلدتهم إلى أن أحتدمت الأمور وحصلت مواجهات عديدة داخل البلدة قدمت فيها كفركلا العديد من الجرحى وكان أول الشهداء عام 1975 عبد الأمير حلاوي أبو علي وقد الحق أهالي كفركلا خسائر فادحة بالعدو وفر تاركا” خلفه عشرات الأسلحة وخيباتهم
واستمرت المواجهات بعد هذه الحادثة لسنتين حتى تمكن العدو من فرض حصار عليها ودخول جيش سعد حداد وبدأت مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو وبعض مَن ضعف وتعامل معهم ولكن إرادة الصمود والتمسك بالأرض تغلبت عليهم وانتصرت رغم كل الضغوطات والأعتقالات
وكان للعام 1988 تحول كبير لكفركلا عندما حول الأستشهادي عبدالله عطوي
(الحر العاملي) ابن بلدة مركبا ساحة كفركلا عند بوابة فاطمة بركة دماء وأشلاء اكثر من 100 بين قتيل وجريح من جيش العدو الإسرائيلي لتبدأ بعدها العمليات البطولية والمواجهات اليومية مع هذا العدو
ومنذ ذلك الوقت اصبحت كفركلا حديث الناس وبوابة فاطمة رمز الصمود واصبح العالم بعد العام 2000 عندما يتوجهون إلى الجنوب كانت كفركلا وبوابة فاطمة اولى محطاتهم لرمي الحجارة على جنود العدو
كفركلا المقاومة كان لها الدور الكبير في حرب تموز وقد قدمت الشهداء وحصل مواجهات كبيرة لم يستطيع العدو الدخول مترا” واحدا” عليها وكان لأفواج المقاومة اللبنانية أمل دورا” كبيرا ومساندا للمقاومة الإسلامية في وجه العدو وقد ارتقى لهم الشهيد إبراهيم مهنا
كفركلا الغنية بالتضحيات لم تبخل بأبنائها لدرء الخطر عن لبنان فكان لها شرف أمتزاج دمائها على ارض سورية في محاربة التكفيريين والدفاع عن المقدسات وقد قدمت الشهداء حسن علي حلاوي
والشهيد جعفر نايف حلاوي
والشهيد إسماعيل نايف حلاوي
والشهيد ربيع محمود فارس
والشهيد علي محمد فقيه
والشهيد مصطفى بسام شيت
والشهيد عباس حسين حمود
والشهيد فضل عباس فقيه
كفركلا وعند كل أستحقاق وطني تكون السباقة في المواجهة وتقديم البطولات كيف لا وهي خزان المقاومين والراية الصفراء ستبقى شامخة بفضل دماء الأبطال بهذه القرية كما قرى الجنوب الصامد
اليوم وبعد ان فتحت جبهة الجنوب لمساندة غزة كانت كفركلا تصرخ بصوت بطولي لبيك يا سيد المقاومة فدمائنا فداء لفلسطين
اليوم وبعد تسعة أشهر من الحرب نسير في كفركلا نشاهد العز رغم الألم والنصر حتمي بوجود ابطال مثال للتضحية ومعنويات كبيرة يستمدها الشباب من كلام سماحة السيد حسن نصرالله وصمود امام البلدة الذي أبى ترك شبابها سماحة الشيخ عباس فضل الله ويقوم بواجباته الدينية ومشهد رفع راية الحسين في كفركلا أمس وتحت أنظار العدو هو انتصار الحق
كفركلا بهذه المعركة قدمت خيرة ابنائها لأجل القدس
وقد ارتقى شهيدين مدنيين الشهيدة الحاجة لائقة سرحان، والشهيد حسن علي طويل
ومن المجاهدين الذين ارتقوا على طريق القدس
الشهيد محمد نجيب حلاوي
الشهيد محمد علي بسام شيت
الشهيد حسين أحمد يحيى
الشهيد جهاد موسى شيت
الشهيد موسى حسن شيت
الشهيد خضر علي مهنا
الشهيد حسين حسن حلاوي
الشهيد علي عبد الرحمَن جمعة
الشهيد عبد الأمير حسن حلاوي
الشهيد سامح اسعد يحيى
الشهيد محمد داوود شيت
الشهيد محمد جميل الشامي
الشهيد وسيم موسى موسى الشهيد فرج الله علي حمود
وهذه الدماء الطاهرة حتما” ستكون أيقونة النصر الأتي
غادرت كفركلا وانا أودعها بنظرة فخر لما شاهدته من عز يسكن كل زاوية فيها ومتأكد بأن النصر قريب وسوف نلتقي مع الأصدقاء فيها
هذه كفركلا التي مهما كتبنا عنها لا نستطيع اعطائها جزء بسيط من حقها فمَن يقدم الدماء لأجل الوطن ننحني له تقديرا” وإجلالا” ولكِ كفركلا وشعبك المقاوم الف الف تحية
وإلى اللقاء مع بقرية جنوبية أخرى وقصة صمود جديدة
نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب و ليس رأي الموقع