اقلام حرة

لبنان سيتجاوز المحنة ومحور المقاومة باقٍ

لبنان سيتجاوز المحنة ومحور المقاومة باقٍ
محمد شريف الجيوسي
ينظر أغلب اللبنانيين بعين يائسة غالباً من المصير الذي ينتظر وطنهم ، ويشارك الكثير من مواطني الدول العربية المجاورة، اللبنانيين هذا الشعور ، وبخاصة أثرياء السوريين الذين تخلوا عن بلدهم وهرّبوا أموالهم للبنان بغرض الكسب ” الحرام ” على حساب عملتهم وإقتصاد بلدهم ومصالح شعبهم وصمود جيشهم ، وإذا بودائعهم تصبح في مهب الريح، وإذا بهم مرة أخرى يُحدثوا ضرراً آخر بإقتصاد قطرهم، حيث لم يعودوا قادرين على إستعادة أموالهم ولا حتى على ما يتدبروا به امور معيشتهم اليومية ولا نقول حياتهم المترفة .
لقد نخر الفساد والنهب العام مقدرات الدولة اللبنانية، وعطلت سبل الحياة ؛ المناكفات الطائفية والمذهبية ومحاصصات النظام الذي عشعش في الجسد اللبناني المرهق على مدى عقود ، وصودر قراره المستقر في الخارج بين باريس والرياض وواشنطن.. وفي حالته الوطنية كانت دمشق عند تعافي عرب القومية والمقاومة والتقدم ، ملاذا آمناً وحلولاً للحالات المستعصية .
لبنان الذي كان محج كل عربي ينشد الإنطلاق والحرية والإبداع والهروب من فجائع الأمة ولأجل تخيّل واقعٍ أفضل ، على الأقل ، يكاد يصبح وهماً ، ذكرى لن تعود ، وأملا غير قابل للتحقق ، سرابا وبقايا حرائق، وقصائد عويل على الأطلال بلا أطلال .
احترفوا حالة لبنان، فاعتبروها فرصة للإنقضاض عليه، بعد ان دعا وزير خارجيته زعيم التيار الوطني الحر؛ لعودة جامعة الدول العربية إلى سورية، ما يعني إلى جانب التقدم الجاري على الأرض في سورية، خسارة أمريكا وحلفها للمنطقة بعد فشل محاولات تتبيع سوية على مدى قرابة عقد ، لهذا الحلف الأمريكي الصهيوني الغربي الرجعي العربي والتركي ، فأصبحت مقولة فليكن الطوفان، مطلباً، إن كان ذلك سيأتي على المقاومة اللبنانية وتحالفاتها، ويحاصر سورية إقتصادياً ..فكانت “كلن كلن ” رايتهم وديدنهم .
لا شك أن لبنان في حال صعبة،غير مسبوقة، ومن يستهدفه هم عملاء الداخل المرتبطة مصالح بعضهم بالعدو الصهيوني ، وبعضهم بعواصم الغرب الإستعماري وفي المقدمة باريس؛ فضلا عن واشنطن ولندن وأحيانا بون ، وعواصم رجعية عربية وتركية.. يريد هؤلاء جميعاً الإجهاز على التيار الأخر المقاوم ؛ النقيض لمصالحهم ومصالح مشغّليهم ، مهما كان الثمن ، لأنه ما لم يتحقق ذلك ، فلن يعد المشغلين في حاجة لهم ..وستنقطع وشائج”القربى” والمصالح والصلات معهم ، وقد يعيد المشغّلين حساباتهم ويسقطوا العملاء الحاليين الفاشلين لصالح عملاء جدد.
هذا التيار ومن يقف خلفه،ليس هدفه الإجهازعلى لبنان كلياً، إنما الإجهاز على مقومات ومكونات المقاومة في لبنان وتطويعه.. ولكن عندما يصمد هذا المحور ويفشل حصار سورية الإقتصادي ، ويعجز أعداؤه عن أداء المهمة بنجاح ، فسيعيد بعض هؤلاء على الأقل حساباتهم كما حدث ويحدث الان في سورية .
أما محور المقاومة المسنود في لبنان شعبيا ، وطائفيا ، وأجزاء من طوائف أخرى واحزاب وطنية وقومية ويسارية ، ومن غير دولة في الخارج ، ولديه الإرادة والخبرة الوافرة والكافية والضرورة، سيكون قادرا على الصمود وإفشال الطاقة السالبة للحرّية والتابعة لأعداء الأمة .
سيكون ثمن صمود لبنان قاسيا وصعبا ومصيرياً على كلٍ من أطراف المعادلتين النقيضتين ، لكنه سيتجاوز المحنة وستتكشف حقائق ” كلن ” كما تكشفت في داخل سورية وفي العالم ، باعتراف دهاقنة المؤامرة على لبنان وعلى محور المقاومة ..
ستبدو الأمور في لحظة ووقتٍ قادم، وكأنها النهاية المرة النقيضة ، وإنتصار محور الشر وإراداته ، فإذا هو الوهم والسراب وتنقلب مقدراته عليه فشلاً ، ويعلوا محور المقاومة بتماسكه وصموده وصمود سورية واليمن وليبيا على الأرض ، وتونس والجزائر سياسيا ، ودعم حلفائه ، وزوال أنظمة راهنة قائمة على التبعية والعمالة .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق