اقلام حرة

كما صمدنا بالأمس سنصمد اليوم

 

بقلم الزميل :حسن العيتاني

عام ١٩٨٢ كان عام الغزو للبنان. وقد حوصرت بيروت بشطرها الغربي وقطع الصهاينة عنها سبل الحياة، من ماء ودواء وغذاء. مترافقاً مع قصف همجي برا وبحرا وجواً. كانت بيروت حقل تجارب لأحدث ما توصلت إليه مصانع السلاح الأمريكي والصهيوني.حصارٌ منع سبل الحياة، ومنع عن البعض الحياة من خلال المجازر التي ارتكبها الإحتلال من قصف للأبنية والملاجئ وتحطيمها على رؤوس المدنيين، ورغم ذلك صمد الشطر الغربي للعاصمة ٣ أشهر متواصله.

إن عدونا يملك تصنيعاً عالياً ومراكز دراسات وأبحاث وتطور لكن عقله قاصراً وسيبقى عن فهم ماهيتنا وأسلوب تفكيرنا وقدرتنا على الصمود. العدو نفسه اليوم يحاصرنا اقتصادياً وقد نسي أن العاصمة فقط صمدت ثلاثة أشهر تحت حصار قاتل فكيف بالوطن كله اليوم وهو يملك مقاومةً هزمت الكيان الصهيوني في ٣ حروب من (تصفية الحساب) عام ١٩٩٣ إلى ( تموز ) ٢٠٠٦ مروراً ( بعناقيد الغضب) ١٩٩٦ بيروت صمدت بالبنادق والرشاشات الثقيله امام أعتى قوة عسكريه وأكثرها تطوراً آن ذاك ، والصمود رغم عدم التكافئ المنطقي يعود سببه لما قاله الشهيد القائد عماد مغنيه:(( أن الأصل هي الروح ومن يقاتل هي الروح )) نعم الروح أقوى من الحديد. إن الحديد من طائرات ودبابات وبوارج وعتاد متطور لا تنفع مالكها إن لم يكن يمتلك روحاً متوقدة توظف هذه الأسلحة بالشكل المطلوب.وإن من يملك روحاً… يستطيع أن يواجه هذا التطور ويحطمه بإمكانياته مهما كانت متواضعه. لن يفلح الأمريكيين ولا الصهاينه ولا الأعراب من تحطيم لبنان وهزيمته فنحن شعب لا يعنيه الموت اذا كان الثمن كرامته. ومن الممكن ان ينتهي هذا التجويع بالخِيار العسكري ظناً منهم أننا أُنهكنا، لكنهم سيفاجئون إن شاء الله بقدرتنا على تحقيق النصر. فأمام هذا الحصار لم يعد هناك ما نخسره وهذا بحد ذاته مصدر قوةٍ حقيقية فالموت لنا طريق حياة والموت لهم هاجسٌ مرعب لانهم يؤمنون بالدنيا ليس إلا.سينتهي هذا الحصار والخزي سيكون لعدونا و لكل لبناني ساهم معه ، فما أكثر موظفين أمريكا من السياسيين وبعض تجار الأزمات بيننا.إنهم يقتاتون على الذل ، يبيعون أنفسهم ووطنهم لقاء المال! كيف للإنسان أن ينحدر لمستوى أقل بكثير من الحيوان ؟؟ لا جواب هنا.فالعقل أحياناً يعجز عن فهمهم،لكن نهايتهم واضحة ومعروفه كما كانت نهاية من قبلهم على مر التاريخ…

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق