اقلام حرة

هجمة شرسة

ففي ظل هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، فأفضل إحتفال بعيد المولد النبوي اليوم، أن نقرأ السيرة النبوية ونعرضها صوتاً وصورة، كتباً وقصصاً، فهي فخرنا، ليجتمع الآباء مع أبنائهم ويقرأونها لهم، أو الأجداد، أو الأصدقاء، والمسلسلات كأعمال الرائع يحيى الفخراني، أو الإستماع إلى الأناشيد المعنية وحضور فيلم الرسالة الخالد للمخرج الراحل مصطفى العقاد، لأن في ذلك قدرة على إبلاغ الرسالة المحمدية بطرق قد يعجز عنها أكبر الخطباء، لأن بذلك ننمي الروح الإسلامية الجديدة ونحصن أبنائنا من الحاقدين على الإسلام، كالمدعو ماكرون، ذاك المتشنج الأوروبي، الذي يريد حرباً صليبية جديدة على الإسلام والمسلمين، وقودها مع الأسف بعض المسلمين والأنظمة العربية.

فليس أجمل كما أشرت أعلاه أن نقرأ السيرة النبوية من خلال المنظور القرآني، ونقرأ كتاب “الشمائل المحمدية” للإمام الترمذي، فالرد على الحملة الصليبية اليوم، بالتمسك بالإسلام من خلال قراءة تاريخنا الإسلامي يومياً لنحصن أنفسنا بالأخلاق المحمدية، فمقاطعة البضائع الفرنسية لن تكون قيمتها بحجم تسلحنا بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكلنا يجب أن نتحمل المسؤولية من مواقعنا، وبحسب مقدرتنا، فديننا دين يسر لا عسر، وأن نطبق ذلك لا فقط شعارات وتغيير صور شخصية، دون أفعال، فيجب أن نكون جنود وقلاع هذا الإسلام الكبير، ونرد إساءة الغرب بخُلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هم يخطؤون ونحن من سيعتذر من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عملاً بأخلاقه الحميدة.

وختاماً، بعض الفرق الإسلامية التي لديها ردة فعل عنيفة، من الإسلام والمسلمين، لأن بعض الأشخاص لكثر ما لديهم غلو وتطرف مذهبي، أسقطوا من حساباتهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فمن الجميل زيارة الصحابة وآل البيت، لكن ليس على حساب النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك تجد في أدبياتهم الثقافية ومنابرهم الكثير من المغالطات التاريخية، ويقولون إن السيرة النبوية كتبها بني أمية أو بني العباس وهذا يدل على الجهل وباطنية، لأن من يكون من علماء الأمة هو من خدم الأمة ليسوا عملاء لأحد، فمن قرأ السيرة النبوية صحيحة لأعطى لكل صاحب مقام حقه.

أخيراً أتوجه لكل محبيّ القراءة، إقرأوا كتاب الأيام لسيرة طه حسين، وإقرأوا على هامش السيرة النبوية في هذا الوقت بالتحديد، وإستمتعوا بجمال العبارات والحب بين سطوره، وعيشوا مع هذه الروح الجميلة الجديدة التي كسر فيها رتابة الأسلوب التقليدي للعلماء المسلمين عندما يكتبون السيرة النبوية فهذا الأسلوب أدبي جديد وفريد، وشخصياً أتمنى من علماء اليوم والروائيين والكتّاب والمهتمين بالقصة والرواية وخاصة الأسماء اللامعة منهم على إمتداد العالم العربي، أن يكتبوا لنا مرةً أخرى السيرة النبوية بأسلوب روائي جديد يمتع الطفل والشاب والكبير، وهي أفضل رسالة تصفع المدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فاليوم هذا إعلان حرب واضح وصريح ضد الإسلام والمسلمين، والعار كل العار لكل من صف إلى جانب هذا المعسكر الصليبي الحاقد على الإسلام وعلى حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

*كاتب ومفكر – الكويت المستشار عبد العزيز القطان

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق