اقلام حرة

بين الإثنين والخميس : رهان شعب على 6 أرقام

بين الإثنين والخميس : رهان شعب على 6 أرقام

زياد العسل

يتسمر اللبنانيون كل اثنين وخميس على شاشة التلفاز منتظرين نتائج لعبة اللوتو اللبناني التي تندرج ضمن ألعاب الحظ التي يراهن عليها كثر من ابناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة علها تنتشلهم من الواقع الإقتصادي والإجتماعي المتردي عل تلك الأوراق البيضاء تحمل معها الأمل بالعبور الى غد أفضل يخرج قاطع التذكرة من ظلمات القهر والفقر والبطالة إلى أنوار الفرج والبحبوحة والعز بعد فاقة طويلة وتجارب مريرة مع الحرمان
يقول سمير وهو من الذين يقطعون أوراق اللوتو اللبناني منذ بدء اللعبة قبل عقود من الزمن ,أن الإثنين والخميس هما رهانه منذ أكثر من خمسة عشر سنة ,فهو يواظب بشكل اسبوعي كل اثنين وخميس على شراء شبكة بعينها وبضع شبكات عشوائيات على حد وصفه وهو على يقين أن الحظ سيحالفه يوما ما بأن يرى ارقامه الستة تتصدر المشهد وتعلي معها صيحات ابناء عائلته ,ويؤكد أنه اقترب كثيرا طوال الأعوام السابقة من الفوز بالجائزة الكبرى ويروي أنه في إحدى المرات النادرة التي لم يشتر فيها نتيجة ظروف عائلية تفاجأ بأن الأرقام الستة التي ظهرت بعد السحب هي عينها التي كان ينوي شرائها بتذكرته,ومنذ ذلك الحين وهو يصر على المضي في طريق تجربة حظه وفق تعبيره
اذا ما تحدثنا عن تلك الرغبة اللبنانية الكبيرة بشراء اللوتو والرهان عليها يمكننا بشكل واضح وجلي القول أن الشعب اللبناني من خلال الرهان الكبير على ألعاب الحظ بات شبه مقتنع أن لا أمل بالغد وأن الرهان على ساسته بات جنونيا ,لذلك قرر الرهان على طابات ست علها تحمل له الخير والفرح والبحبوحة عوضا عن قهر عقود أمعن فيه من اختارهم عن عمد لتولي مسؤوليات وطنه وليس بالتأكيد صدفة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق