اقلام حرة

مسودة وتوصيف للتاريخ. الى دعاة التقسيم والفيدرالية حسنا، ولكن… الى الشعب اللبناني: لا بديل عن هذا الحل…

 

مسودة وتوصيف للتاريخ.
الى دعاة التقسيم والفيدرالية حسنا، ولكن…
الى الشعب اللبناني: لا بديل عن هذا الحل…

حسن احمد خليل، تجمع استعادة الدولة 21-2-2021

المقدمة: المشكلة الاساسية، هو الفساد المجتمعي، كونه مصدر القوة للمنظومة السياسية المالية القضائية الامنية والاعلامية.

بات الكل يعرف، ان الشعب اللبناني، يعاني من منظومة مجرمة بحقه.
ذاك يخطب، وهذا يعقد مؤتمراً صحافياً.
ما من احد بات يذكر وجع الناس وفقدان الغذاء والدواء، واذا وجدا ليس مع الفقير ثمنهما.
هذا يجول بين العواصم، وذلك يرسل موفدا له.
واخر يتواصل مع السفارات والاجهزة.
يجمعهم تخويف مكونات الشعب اللبناني من بعضهم البعض، لان ديمومتهم هي في استمرار هذا الخوف.
هل من يتصور، وبعد كل المآسي اللبنانية، يعودون يتفاوضون حول تأليف حكومة، وهم من ألفوا انفسهم حكومات سابقة واقالوها وألفوها مجددا.
لكن اليوم التركيز على المقلب الاخر. على الناس.
هل من يتصور ان بعض الناس، وبسبب اليأس، يتفاءلون بان تأليف حكومة ما سيريح الوضع.
ثم ينتظرون انفراج خارجي، هؤلاء لم يقتنعوا حتى الان ان ما من احد من الخارج، سيساعد اللبنانيين، الا ضمن لعبة الامم.
بداية يجب الاعتذار من زياد الرحباني، لأننا نعيد التاريخ الذي ذكره منذ 42 سنة حول كيف لهذا الشعب ان لا يتعب، ويعيد تاريخ نفسه بإستمرار.
يتقاتل، يتصالح، ويلوم الخارج. ثم يتقاتل ويتصالح، ويدعي انه شعب واحد. ثم تعود نغمة أن لبنان مجمع لشعوب وقبائل، وعشائر. دماء، بعدها “تبويس” لحى. ثم يصبح الضحايا مجرد أرقام، وذاكرة منسية…
أتت جائحة كورونا لتذكر الناس بنعمة الحياة والتنفس صباحا.
فيديو ذكريات بيروت بيني وبين الفنان احمد الزين، أبكى مئات الالاف حزنا على بيروت القديمة، ولبنان الجميل. لكن أحدا لا يسأل، او يعترف كيف خسروه، ومن المسؤول الأول… والمليون…
إلقاء اللوم سهل. رمي المسؤولية على طرف آخر داخلي او خارجي سهل، هز الرأس بالموافقة سهل. إنما المصارحة بين المجموعات صعبة، والمصارحة مع النفس أصعب…
يقال ليس أجمل من لبنان.
بغض النظر عن صوابية الكلام، حيث غالبية البشر يرون أوطانهم كذلك، يطرح السؤال عما يفيد جماله، وعقلية بعض مواطنيه عشائرية انانية نرجسية فوقية، عنصرية طائفية؟ منهم من يمارسها باللباس “الزي” التقليدي، ومنهم ببدلة وربطة عنق.
ليس من بلد كلبنان على الكرة الارضية. يحب كل لبناني لبنان حتى الموت، ثم “أماتوه” مرات ومرات. احرقوه وقتلوه ودمروه.

الجزء الأول: تخلف الاغتراب اللبناني مرآة للتخلف الداخلي.

حمل اللبناني معه الفيروس العنصري السرطاني، أينما هاجر في اصقاع الارض.
هل حدثكم شخص ما عن اللبناني، الذي ما ان يغادر الطائرة التي اقلته الى بلاد الاغتراب، حتى يصبح مواطناً مثالياً، يلتزم القوانين، يدفع الضرائب، ويقوم بواجباته.
يصر أن يطالب بحقوقه في البلد الجديد. تجده ينادي النائب والوزير، وحتى رئيس الوزراء بأسمائهم الاولى، من دون الالقاب. لا بيك ولا شيخ ولا حتى استاذ. تصبح كلمة صاحب الفخامة والسعادة والمعالي، على لسانه ثقيلة من مخلفات الطبقية.
لكن عندما يلتقي بلبناني اخر في بلد الاغتراب، تجده يتفحصه. “هل هو من جماعتنا”، أو منطقتنا؟ من طائفتنا، او حتى من بيئتنا الاجتماعية، ومستوانا المادي. يبحث عن اي بزرة من بزور التفرقة والعنصرية. هل هو سني ام شيعي؟؟، ماروني او ارثوذكسي؟؟، جنبلاطي او ارسلاني…

ينتشر لبنانيو الاغتراب، ضمن المجتمع المدني المتحضر. لكنهم يقيمون مجتمعات لبنانية مصغرة، “بتفهم على بعضها”.
اسالوا اللبناني في وأستراليا، وفي نيويورك ولوس أنجلوس وديربورن، ميتشغان.
أسالوهم في اميركا اللاتينية والخليج، وباريس ولندن. في السنغال وشاطئ العاج ونيجيريا…
حفلات “سنوية” خيرية للجمعيات المذهبية…
يعيشون حياة مزدوجة تجمع بين المجتمع الذي هاجروا اليه، حيث يُعامل كل فرد بالتساوي، او حسب مساهمته لخير المجموعة والمجتمع، والعقلية اللبنانية “التفريقية”.
والمضحك، عندما يقرأون الانتقاد، بعضهم يقول “والله هذا الكلام صحيح”. لكن لا يغيرون عنصريتهم. والبعض الاخر يتنكرون وينكرون، ويدعون ان الطائفية اللبنانية حديثة ومبررة…

هناك فئة تعلل، ان المسيحي تعصب فقط بعد تنامي الوجود الفلسطيني، وبعده السوري والايراني، وكانه قبلها كان مثال المساواة في المواطنية. متناسيا قصداً او براءة كل الحقبة الممتدة من 43 الى 76. واليوم عودة الى أسوأ من السابق.
كم منهم يتمثل في ممارسة حياته اليومية، بالمسيح؟ هل غطى المسيح، وبرر لموظف فاسد؟ هل فرض موظفا غير كفؤ لأنه من اتباعه؟
الشيعي يبرر تعصبه بأنه ردة فعل على المظلومية والعنصرية التي “مورست” ضده. يقول انه برهن نفسه علماً ومالاً، حتى يتعادل في تعصبه، مع التعصب المسيحي والسني. هل تمثل بالأمام علي وأخلاق آل البيت؟ هل سخروا هؤلاء قضاة لمصالحهم الشخصية، ام كانوا هم المظلومين…هل كانوا مسخرين للزعيم، او تحالفوا مع أمين بيت المال؟
وكذلك السني واستغلاله امتداده العربي، وقبله العثماني. هل تمثل بعدالة عمر والخلفاء الراشدين؟ هل صلوا الخلفاء في السرايا؟ وانشاوا نادي الخلفاء السابقين؟

لكل طائفة وابنائها تعليلهم لتعصبهم، وتبرريهم لخوفهم من الطوائف الاخرى…
نعم هذا هو لبنان المقيم والمغترب في القرن الحادي والعشرين، ونفس الكلام كتب في القرنين ” التاسع عشر والعشرين…
العالم يتقدم في النانو تكنولوجي، واللبناني يشكك في انتماء اللبناني الاخر، وتخوينه. والمحزن انه في تعصبه الاعمى، يتنافس ويقاطع ويعرقل لبناني آخر فقط لأنه “ليس من جماعتنا”، بدل ان يتكامل معه لتقوية الإنتماء والعصب الوطني. لكن في مجتمع الاغتراب يتصرف كمواطن صالح…
هل سمع احدكم عن ممثلية للحزب الديمقراطي او الجمهوري الأمريكيين، أو لحزب العمال او المحافظين البريطانيين، في بلاد الاغتراب للأمريكيين والبريطانيين. اللبنانييون أنشأوا في العواصم العالمية، وصولا الى الادغال، ممثليات للأحزاب اللبنانية، واغلبها احزاب تتبنى شعارات وديمقراطية مزيفة، بينما هي طائفية مسخرة لرئيس الحزب، والحائزين على حظوته. اغلبها تفتقر الى برامج حكم للتنمية والنهوض بالوطن، ويمكن دمجها في حزب واحد. لكن لا يهم طالما الولاء للزعيم رئيس الحزب.
عند زيارة زعيم او رئيس الحزب عاصمة ما، ينفش ريشه، على اللبنانيين المغتربين في تلك العاصمة، ويمننهم بدعوتهم الى العشاء او تكريم البعض باجلاسهم على الطاولة الرئيسية، في الفندق الفخم مع الزائر “الكوني” الذي يلقي خطابا نارياً، وكأنه نيلسون مانديلا او تشي غيفارا بلده، بينما خطابه عادة ما يكون تحريضي بامتياز، مغلفا “بالوطنية”. ينهي الخطاب وكانه الملاك، بينما الآخرون شياطين. وللأسف ، بعض اللبنانيين في تلك العاصمة، يغيب عن ذهنهم حضارة ومدنية البلد الذي لجأوا اليه، ويصبحون في ليلة ظلماء خلال هذا العشاء، اقزام متخلفة، يتشرفون بأنهم القوا السلام على الزعيم، الرسول الإلهي ، الذي كرمهم بشد اليد على ايديهم، وكأنه نابليون، الذي قال: كان يكفيني ان اصافح الجندي بقوة وانظر إلى عينيه، حتى يقاتل هذا الجندي الى الرمق الاخير في سبيلي، وليس في سبيل فرنسا.
عسى ان ينتهوا الزعماء بالمنفى كما انتهى هو.
هذا البعض القليل عن لبناننا المغترب….

الجزء الثاني:
بين الفيدرالية والتقسيم.

ماذا يقال للذين يطرحون استحالة التعايش، وأنه لا بد من التقسيم، أو، فلتكن الفيدرالية. هل من احد منهم يشرح فرص التعايش، بين الاحزاب المارونية، او بينها وبين العائلات المارونية النافذة في جغرافيا واحدة، ولهم تاريخ ، كما لباقي الطوائف، تخجل منه الإنسانية. وكيف لهذه الجغرافيا ان تعيد توازن الحب المفقود بين الحين والآخر، بين الموارنة والارثوذكس (وباقي الاقليات المسيحية)؟ ما عادوا في دفاعهم يذكرون تاريخهم الحديث، ويلجاون كما الطوائف الاخرى الى التاريخ القديم.
وهنا، وفي اطار الحديث عن الواقع المسيحي، والقلق لديه من ان يفرض عليه طرفا آخر قسريا نمط معيشي وعادات اجتماعية لا يقبلها. يجب لفت الإنتباه، مع التفهم، أن هوية هذا القلق ليس مسيحيا فقط. هناك ايضا جزء كبير من المجتمع المصنف “اسلاميا”، يشاطره هذا القلق. لان النمط المعيشي الذي ترضاه الاغلبية “المسيحية”، وجزء كبير من “المسلمين”، هو نمط مدني لا علاقة للكنيسة ولا للجامع به، وان المسيحي يرتد للاصولية كردة فعل على عصبية الأولويات الأخرى، سنية كانت أم شيعية.

هل من تقسيم جغرافي سيجمع بين شيعة الجنوب والبقاع، او بين شيعة الثنائي، ولم تجمعهما خيمة عاشوراء موحدة؟ هل من يخبر عن الأثمان التي تدفع من أجل “وحدة الصف”، وهو صفوف؟ ماذا عن الشيعة الرافضين لاحتكار الثنائي؟…هل هم إلى بأس الجحيم؟ وهل نسبتهم صحيح ضئيلة عندما ينتفي الخوف من التهديد الوجودي؟
هل من جغرافيا تجمع بين سنة بيروت وعكار وطرابلس والضنية وصيدا واقليم الخروب. ولم تستطع اية شخصية او عائلة مصنفة سنيا، ان تبرز بدون صك بيروتي…
هل من جغرافيا تجمع بين المكونات الدرزية الجنبلاطية او الارسلانية، والشخصيات التي تمردت على ثنائيتهما…
هل نكمل؟؟؟
أية تقسيمات متخلفة بستار الفيدرالية تطرحونها، وانتم تعلمون ان المقسم منقسم على نفسه؟ الى اي عصر او مدنية تنتمون؟…كيف لا تخجلون ان يصل شخص ما الى أعلى مركز في الدولة على اساس قدره انه من طائفة ما لم يكن له فضل ولا انجاز في اختيارها، ويحرم المجتمع من كفاءة شخص آخر، لأنه ليس من نفس الطائفة. هذا في زمن بعض اعضاء الحكومة البريطانية والأمريكية والكندية وعواصم اخرى، وبعض اهم رؤساء ومديري اكبر الشركات العالمية ولدوا في بلاد اخرى، كالهند. العنصرية اللبنانية تتجلى بامتياز، لكن يدعي اللبنانيون انهم يحبون بعضهم، ويتوقون للوحدة الوطنية لولا التدخل العربي او الغربي.

تريدون التفرقة، حسنا. فليكن. انما بشرط؟… ان يتم ذلك ضمن اطار ديمقراطي لا إجباري او قمعي، كون الإختلاف معكم في العمق والجوهر…
شرط استفتاء شعبي عريض، علني، على مستوى المقيم والمغترب، يطرح من خلاله، الإختيار بين من يريد ان ينضوي ضمن لبنان الحالي الموحد، ترقيعا وتزويراً، بينما هو مدمر وممزق، تطرح فيه المشاريع التقسيمية او الفيدرالية دوماً، أي لبنان الاحزاب الطائفية المزورة لصالح زعيم الحزب وازلامه، او المرجعيات الروحية المتحالفة معه، لمصالح شخصية لا رعوية، وبين من يرغب ان يعيش في كنف دولة مدنية قوية قادرة عادلة، لا نفوذ فيها الا للقانون، ولا ولاء فيها الا للمجتمع، والأهم لا ذكر للمذاهب فيها، والإنجاز هو المساهمة لصالح المجموعة لا الفرد.
وليأخذ كلا الفريقين قطعته الجغرافية، حسب النسبة المئوية التي ينتجها الاستفتاء.
طبعا انه حلم، لم ولن يتحقق. نحلم ونبتسم، ثم نصحو ونحزن، ونستعيد زياد الرحباني منذ 42 سنة الذي قال نفس الكلام، وفقد الامل. لذلك سنتعلق بالحلم، كي لا يصيبنا ما اصابه…

الجزء الثالث:
ما الحل؟

عودة الى الواقع، والى السؤال الذي يسأله الجميع. حسناً ما الحل؟؟؟
قبل الاجابة، لم يعد ممكنا التنكر للاستقالة الجماعية المجتمعية التي يعيشها اللبنانييون.
هل من يذكر شعب ملأ الشوارع والساحات بالملايين مع 14 و 8 اذار، وبمئات الالاف من اجل 6 دولار على الواتس اب؟؟.
بينما فرغت الساحات من تجمع بمئة الف، فقط مئة الف، يضم المودعين الذين خسروا جنى عمرهم، وأهالي ضحايا اكبر انفجار غير نووي، والعمال والاساتذة والنقابات والعسكريين المتقاعدين، وموظفي القطاع العام، الذي اصبح معاش الواحد منهم لا يساوي بضع دولارات، وغيرهم. مائة الف فقط يفترشون الارض ولا يغادرون الساحات، حتى تحت ضغط الجوع والعطش، الى ان يتخلصوا ممن سببوا لهم ماسيهم… بدل ان يتسمرون على شاشات التلفزيون “الثورية” المتحالفة مع السلطة، للتفاؤل بإمكانية الحلحلة في الملف الحكومي.

كل لبناني اجرم بحق لبنان بنسبة ما. يا ترى كم هم اللبنانيون المؤمنون بالمدنية والمساواة؟
كم هم اللبنانيون، الذين ترفعوا عن العنصرية او امتنعوا عن الاقتتال والتعصب او لم ينغمسوا بالفساد المالي المصرفي..
يجب ان يكف النفاق حول لبنان ووحدة شعبه.
يجب الاعتراف قبل البحث عن الحلول، انه ما من فترة اطول من عشر سنوات مرت على لبنان منذ 1943 حتى اليوم، إلا وحصلت حوادث ما، تذكر بهشاشة الواقع اللبناني، وتهدد وحدة الكيان..
ليس من حقبة زمنية الا ويحتاج اللبنانييون الى مؤتمر اقليمي او دولي او رعاية ما، لتنفيس احتفان داخلي، او وقف اقتتال، او لانتخاب رئيس جمهورية او لتأليف حكومة، ولا يخجل السياسيون بإقحام كل عواصم العالم.

كل انتخابات تعيد إنتاج نفس الواقع، وهناك من يبشر ان الانتخابات المقبلة لن تختلف عن سابقاتها، خاصة بعد تفاقم الفقر والحرمان.

كيف لا يستفيقون؟ تم ترويض الكثيرين، اما بالدم او بالمال….
كيف يمكن استعادة ثروات مغتربين كانوا الاوكسجين الذي يتنفس منه المقيمون والاقتصاد بحده الأدنى. ثروات هي بمثابة تراكم عشرات السنين من الكد والتعب والادخار، طمعا بالاستقرار في قرية حيث يموتون فيها بهدوء.
وبعد ذلك يأتي من يسأل عن الحل؟؟

الحلول لم تكن يوما تقنية، وفي لبنان فائض من الخبرات والكفاءات التي قمعتها الزعامات. ليس من حل إذا لم يعرف الشعب اللبناني ان الحل للخلافات الداخلية، لا يمكن الا ان يكون منه وبيده. لن يأت طرف خارجي للمساعدة الا لمصلحته الخاصة ضمن لعبة الأمم.
لذلك من المستغرب الدعوة لمؤتمر دولي، او تدويل الأزمة اللبنانية، مع التفهم الكامل لاستحالة الحل الداخلي بوجود المافيات الحاكمة، والمتحالفة ضمن اختلافاتها. لكن ماذا أنتجت المؤتمرات الدولية حول العراق وليبيا وسوريا، وايضا لبنان؟ يجب ان يعي اللبنانيون جميعا، وليس المسيحيون فقط، ان القوى المؤثرة في لبنان لا يعنيها الا ما يصب في مصلحة أهدافها. وانه مهما اختلفت المكونات اللبنانية حول العلاقات مع الشرق والغرب، والعلاقات مع سوريا والعالم العربي، والسلاح، لن تستطيع حل هذه الخلافات الا ضمن تسوية دولية. إذن هي خارج القدرة اللبنانية.

لن يأت الحل الا اذا قرر الشعب الرهينة بكامله تحرير ذاته…
وان يعي ان عنصرية كل فرد منه هي المقتل لكيانه…
كيف الحل عندما لا يستجيب اكثر من 30 الى 40 مودع لمبادرة تأليف لجنة من المحامين للدفاع عنهم مجاناً؟؟.
ولا يستجيب اكثر من 50 مودع للدعوة الى التظاهر من اصل مليونين مودع؟؟.
لقد افلس المودعون مرتين، مرة بالاستسلام لسرقة ودائعهم، وطمع منهم بتسوية فردية معه.
ومرة بعدم التحرك.
كيف الحل عندما لا يستجيب الا القلة من اهالي ضحايا انفجار المرفأ للتجمع احتجاجاً على تنحية القاضي العدلي..
لذلك استشهد الضحايا مرتين.
كل مواطن مسؤول عما حصل للبنان، وكل مواطن يستطيع ان يساهم بإنقاذه، الحل هو ان يتحرر اللبناني، ليس فقط من سياسييه، بل ايضا ان لا يكون ملجأه المراجع الروحية التي مع السياسيين يدافعون عن الفاسدين…

الحل لم يعد تقني…الحل هو ان تفترش كتلة بشرية بمئات الالاف، كي لا نقول بالملايين الساحات، وأمام بيوت الزعماء والمرجعيات، إلى ان تنجح الانتفاضة الشعبية،..
يجب على شعب مكون من خمسة ملايين نسمة ان يكون فيه هذه الكتلة البشرية، وان لا تخترقها المنظومة، المفترض الانتفاض عليها….
أمام الشعب اللبناني ثلاث خيارات لا رابع لهم:.
الاول: ان يستمر الشعب بالاستسلام والتسليم للأمر الواقع، وعندها يتحمل مسؤولية مآسيه.
الثاني: ان يأخذ الشعب قرار مصيره بيده، ويتمسك بوحدته الوطنية لأول مرة منذ 1943 حتى اليوم، وان يفرض نفسه، ويفرض ان الشعب فعلا مصدر السلطات…
اما الخيار الثالث: ان ينفجر الوضع وتعم الفوضى والجريمة والخوات، ويسود حكم الزعران. عندها يبرهن الشعب اللبناني مرة اخرى، قد لا ينهض منها، أنه لا يستأهل وطناً ولا كيانا…
وان لبنان الذي ذكره العهد القديم والتاريخ، هو ليس الجغرافيا الحالية، والا اين شعب طائر الفنيق الذي نهض من الرماد، الا اذا كنتم تنتظرون بعد تفجير المرفأ ونهب الودائع، حريقا اكبر ورمادا اكثر.
كفى دجلا، لان “اللبناني “الشاطر” ما هو الا” غبي” ، كونه المجرم الأول بحق نفسه وبحق وطنه..

بعد هذا الكلام، لا ينفع اي كلام. وعل ان لا يأت يوم يسأل فيه البعض ان كان اللبنانيين مؤهلين لحكم انفسهم بعد الفشل منذ ولادة الجغرافيا المقسمة.
والسلام…
حسن أحمد خليل،
تجمع استعادة الدولة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق