أجتماعيمقالات

الطاقة الإيجابية معدية و كذلك السلبية

 

كتب :عبد العزيز القطان

الطاقة السلبية “مرض” منتشر!

فرقٌ شاسع بين من يكون مثلك الأعلى، وتحاول تقليد مسيرته لتحظى ببعض النجاح الذي تراه فيه، أن يحدث لك، وبين من ينظر إلى نجاحك من باب الغيرة و”الحسد”، محاولاً الصعود حتى وإن نسفك من أمامه.

ما بين هاتين الحالتين، تكثر الحالة الثانية وتتنامى وتتصاعد، في مؤشر خطير يبين أن القيم الإجتماعية ترى في النجاح مرضاً، فيحاولون بث كل ما لديهم من طاقة سلبية، سواء الحديث في ظهرك، او من خلال تهبيط المعنويات، وأحياناً كثيرة يقاطعونك دون سبب، والحقيقة لن أغوص في الأسباب العميقة، كوني لست طبيباً نفسياً، لكن لابد من الإضاءة على هذا الموضوع، رغم أن هذا النوع من البشر لا يعلمون أن النجاح هو فردي من قبل شخص، لكن دائماً ما تكون فائدته عامة، حتى الأثرياء، لننظر إلى نصف الكأس الممتلئ وكم عائلة تعيش بسببهم من خلال عمل الكثيرين لديهم، لكن الثراء والفقر، حالة إجتماعية، ولسنا بصدد الثراء السريع أو الذي يأتي بطرق غير مشروعة، بل الذي يأتي من كد وتعب صاحبه، لا من جيوب الآخرين.

وبالتالي، إن كان الله لا يريد لك أن تكون كذا أو كذا، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: (يومئذٍ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، فالله تبارك وتعالى أعطانا العقل وميزنا عن سائر المخلوقات لنجد ونعمل وألا نحسد الآخر، بل لنفرح لنجاحه ونكون من الداعمين له لا من الحاسدين، فالأرزاق فسمها رب العباد، لا أنا ولا أنت، ولكن لكل مجتهدٍ نصيب، فلا يمكن لأحد أن يحصد الخير إن لم يزرعه، ولا يمكن أن يقطف ثمار ما زرعه دون تعب، فهل هناك أجمل مما يأتيك من تعبك وعرقك؟!

الشرائح التي تبث أحقادها وطاقتها السلبية، لا شك أنها مريضة نفسياً، وتحتاج علاج، فهؤلاء لا يمكن لهم أن يتطوروا، وبنفس الوقت يحاولون الحد من قدرات الآخرين، من نشاطهم، هي برأيي أحد أوجه الشر، سواء كان الشخص يدري ذلك ام لا، هذه الطاقة لا يمكن أن تخرج إلا من فاقد الشيء الذي يحاول أن يكون الجميع مثله، وهم في غفلةٍ من أمرهم، فأين السعي لتحقيق طموحات الناس، وأين هي المحبة، وأين هي الأخوة؟

بين الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية خيط رفيع، لننتقل نحو العمل والسعي والتعقل، لنبارك رزق الآخرين ونجاحهم، ولنبتعد عن بث الضغينة والشرور لمن هو أفضل منا، بل لنقتدي به ونحذو حذوه، فتجارب الآخرين دورس جاهزة لنا، لنستفد منها، ونعمل على إنقاذ أنفسنا من أي تفكيرٍ سلبي، يقتلنا، نحن بأمس الحاجة لأن ننشر الحب فيما بيننا، فلنكن يداً واحدة في السراء والضراء.

*كاتب ومفكر – الكويت.
عبدالعزيز بدر القطان.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق